للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ (١) } ، وَلأَِنَّهُ لَبَنُ امْرَأَةٍ فَتَعَلَّقَ بِهِ التَّحْرِيمُ (٢) . وَالْمَنْصُوصُ عَنْ أَحْمَدَ وَعَلَيْهِ الْمَذْهَبُ أَنَّ لَبَنَ الْبِكْرِ لاَ يَنْشُرُ التَّحْرِيمَ؛ لأَِنَّهُ نَادِرٌ لَمْ تَجْرِ الْعَادَةُ بِهِ لِلتَّغْذِيَةِ (٣) .

ثَانِيًا: اللَّبَنُ:

١٢ - يُشْتَرَطُ أَنْ يَصِل اللَّبَنُ إِلَى جَوْفِ الطِّفْل بِمَصٍّ مِنَ الثَّدْيِ، أَوْ إِيجَارٍ مِنَ الْحَلْقِ، أَوْ إِسْعَاطٍ مِنَ الأَْنْفِ، سَوَاءٌ كَانَ اللَّبَنُ صِرْفًا أَوْ مَشُوبًا بِمَائِعٍ لَمْ يَغْلِبْ عَلَى اللَّبَنِ، بِأَنْ كَانَ اللَّبَنُ غَالِبًا، بِأَنْ كَانَتْ صِفَاتُهُ بَاقِيَةً.

وَلاَ فَرْقَ بَيْنَ أَنْ يَكُونَ الْمُخَالِطُ نَجَسًا كَالْخَمْرِ وَأَنْ يَكُونَ طَاهِرًا كَالْمَاءِ وَلَبَنِ الشَّاةِ (٤) .

١٢ م - أَمَّا إِنْ كَانَ اللَّبَنُ مَغْلُوبًا فَقَدِ اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِي ثُبُوتِ التَّحْرِيمِ بِهِ. فَذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ وَالْمَالِكِيَّةُ إِلَى أَنَّ اللَّبَنَ الْمَغْلُوبَ لاَ يُؤَثِّرُ فِي التَّحْرِيمِ؛ لأَِنَّ الْحُكْمَ لِلأَْغْلَبِ، وَلأَِنَّ اسْمَ اللَّبَنِ يَزُول بِغَلَبَةِ غَيْرِهِ عَلَيْهِ (٥) .


(١) سورة النساء / ٢٣.
(٢) المصادر السابقة وكفاية الأخيار ٢ / ٨٥، نهاية المحتاج ٧ / ١٧٢، الوجيز ٢ / ١٠٥
(٣) كشاف القناع ٥ / ٤٤٤، المغني ٧ / ٥٤٠.
(٤) القليوبي ٤ / ٦٢ - ٦٣، المغني ٧ / ٥٤٠ - ٥٤٥، حاشية الدسوقي ٢ / ٥٠٢، أسنى المطالب ٣ / ٥١٤، ابن عابدين ٢ / ٤٠٢ - ٤٠٨، كشاف القناع ٥ / ٤٤٤، ٤٤٥، بدائع الصنائع ٤ / ٨.
(٥) شرح الدسوقي ٢ / ٥٠٣، شرح الزرقاني ٤ / ٢٣٩، المغني ٧ / ٥٣٩، كشاف القناع ٥ / ٤٤٧، ابن عابدين ٢ / ٤٠٩، بدائع الصنائع ٤ / ٩.