للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مِنْ عَرَفَةَ وَسَارَ النَّاسُ مَعَهُ مِنْ غَيْرِ تَأَخُّرٍ، وَعَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ فِي بَاطِنِ نُفُوسِهِمْ، وَالْوَقَارُ؛ أَيِ الرَّزَانَةُ فِي الظَّاهِرِ، فَإِنْ وَجَدَ سَعَةً فِي الطَّرِيقِ أَسْرَعَ بِلاَ إِيذَاءٍ، مَاشِيًا أَوْ رَاكِبًا، وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَكُونَ فِي سَيْرِهِ مُلَبِّيًا مُكَبِّرًا مُهَلِّلاً مُسْتَغْفِرًا دَاعِيًا مُصَلِّيًا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذَاكِرًا كَثِيرًا، بَاكِيًا أَوْ مُتَبَاكِيًا، وَيَدْعُو اللَّهَ أَلاَّ يَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ بِعَرَفَةَ. وَيَظَل عَلَى الذِّكْرِ وَالْخُشُوعِ حَتَّى يَصِل إِلَى الْمُزْدَلِفَةِ، وَلاَ يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ، وَلاَ يُصَلِّي الْمَغْرِبَ وَلاَ الْعِشَاءَ حَتَّى يَدْخُل الْمُزْدَلِفَةَ، فَيَكُونُ بِذَلِكَ أَدَّى رَكْنَ الْوُقُوفِ تَامًّا بِفَضْل اللَّهِ تَعَالَى. (١)

وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَمْضِيَ عَلَى طَرِيقِ الْمَأْزِمَيْنِ، لأَِنَّهُ يُرْوَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلَكَهَا (٢) ، وَإِنْ سَلَكَ الطَّرِيقَ الأُْخْرَى جَازَ. (٣)

الأَْدْعِيَةُ الْمُسْتَحَبَّةُ فِي الْوُقُوفِ بِعَرَفَةَ:

٣٨ - يُسْتَحَبُّ الإِْكْثَارُ مِنَ الدُّعَاءِ (٤) وَمِنْ صِيَغِهِ


(١) هداية السالك ٣ / ١٠٢١ - ١٠٢٨، والإيضاح ص٢٨٥، والفتاوى الهندية ١ / ٢٢٩.
(٢) حديث: " أن رسول الله ? سلك طريق المأزمين. . " أخرجه البخاري (فتح الباري ٣ / ٥١٩) ومسلم (٢ / ٩٣٤) .
(٣) المغني لابن قدامة ٣ / ٤١٨، والإيضاح ص٢٧١، وابن عابدين ٢ / ١٧٦.
(٤) هداية السالك ٣ / ١٠٢١ - ١٠٢٨، والإيضاح ص٢٨٥، والفتاوى الهندية ١ / ٢٢٩.