للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠/ أفضلُ الذكر القرآن الكريم

إنَّ خير ما ينبغي للعبد أن يذكر الله به هو كلامه تبارك وتعالى، الذي هو خيرُ الكلام وأحسنُه وأصدقُه وأنفعُه، وهو وحي الله وتنزيلُه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو أفضل كتاب أنزله الله تبارك وتعالى على أفضل رسول، على عبده ومصطفاه وخيرته من خلقه محمّد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.

يقول الله تعالى في بيان شرف هذا القرآن الكريم وفضله: {وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} ١، قال ابن كثير رحمه الله: "في هذا اعتناءٌ كبيرٌ لشرَفِ الرسول صلوات الله وسلامه عليه، حيث كان يأتيه الملَكُ بالقرآن، صباحاً ومساءً، سفراً وحضراً، فكلُّ مرّة كان يأتيه الملك بالقرآن لا كإنزال الكتاب مما قبله من الكتب المتقدّمة، فهذا المقام أعلى وأجل وأعظم مكانة من سائر إخوانه من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فالقرآن أشرف كتاب أنزله الله، ومحمّد صلى الله عليه وسلم أعظم نبيّ أرسله الله تعالى"٢.اهـ.

إنَّ فضل القرآن الكريم وشرَفَه ورفيعَ قدره وعلُوَّ مكانته أمرٌ لا يخفى على المسلمين، فهو كتابُ الله ربِّ العالمين، وكلام خالق الخلق أجمعين، فيه نبأُ ما قبلنا، وخبرُ ما بعدنا، وحكمُ ما بيننا، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبّار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره


١ سورة الفرقان، الآية: (٣٣) .
٢ تفسير القرآن العظيم (٦/١١٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>