للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٦ - ألا يطلب من الناس عرضا من أعراض الدنيا مقابلا لدعوته، قال تعالى مخبرا عن أنبيائه: نوح وهود وصالح ولوط وشعيب - عليهم السلام - أنهم قالوا لقومهم: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: ١٠٩] (١) وقال محمد صلى الله عليه وسلم لقومه: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [ص: ٨٦] (٢) .

وهؤلاء الرسل والأنبياء - الذين ذكرت لك شيئا من صفاتهم ودلائل نبوتهم - كثيرون، قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: ٣٦] (٣) وقد سعدت بهم البشرية، وحفل التاريخ بتسجيل أخبارهم، وتواتر نقل شرائع دينهم، وأنها هي الحق والعدل، وتواتر - أيضا - نقل ما أحدثه الله لهم من نصرهم وإهلاك أعدائهم كطوفان قوم نوح، وغرق فرعون، وعذاب قوم لوط، وانتصار محمد صلى الله عليه وسلم على أعدائه، وانتشار دينه، فمن عرف ذلك علم يقينا أنهم جاءوا بالخير والهدى، ودلالة الخلق على ما ينفعهم، وتحذيرهم مما يضرهم، وأولهم نوح عليه السلام، وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم.


(١) سورة الشعراء، الآيات: ١٠٩، ١٢٧، ١٤٥، ١٦٤، ١٨٠.
(٢) سورة ص، الآية: ٨٦.
(٣) سورة النحل، الآية: ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>