للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التوبة والتقوى من أسباب الفلاح]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شاب في محنة عظيمة ... كانت لي علاقة بفتاة وفعلنا الحرام ... في أقصى أبعاده لدرجة أني أفقدتها عذريتها

ومشكلتي أننا تبنا وخطبتها واستخرت الله فيها.... ومنذ هذه الاستخارة وجميع أبواب الرزق مقفلة في وجهي بشكل غريب جدا رغم ما أمتلكه من شهادات عالية ... فلم أتحصل على عمل منذ مدة طويلة وسؤالي هو: بماذا تنصحوني ... وهل الله لم يرضها لي بغلقه أبواب الرزق في وجهي وهل أفسخ هذه الخطبة وأبحث عن أخرى عسى الله أن يرزقني بها خاصة وأني لم أعد أستطيع الانتظار أكثر لأنني شاب أعاني من نفس شهوانية رهيبة، ملاحظة: خطيبتي امرأة عائنة فلا تكاد ترى شيئا إلا وأثرت فيه سلبا؟]ـ

[الفَتْوَى]

خلاصة الفتوى:

تب إلى الله توبة صادقة والتزم بالطاعة والبعد عن المعاصي يحقق الله لك طموحاتك، والأفضل زواج الزانيين إذا تابا، فالزواج من أسباب الرزق، ولا مانع من فسخ الخطبة والزواج بأخرى، خصوصاً إذا لم تظهر توبة المرأة.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن عليك أن تتوب إلى الله توبة صادقة مما حصل، وأن تلتزم بحمل نفسك على تقوى الله تعالى والبعد عما حرمه في كل الأحوال، فإن التوبة والتقوى هما أعظم جوالب الفلاح للمسلم، فقد قال الله تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {النور:٣١} ، وقال تعالى: وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون َ {الحجرات:١٠} ، ثم إنه إذا كان الحب واقعاً بينكما فالأفضل أن تتزوجا بعد توبتكما فزواج المتحابين أدعى لعفتهما وهو سبيل لغناهما، ففي الحديث: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه، وقال تعالى: وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم ٌ {النور:٣٢} ، فإن لم تتيسر أسباب الزواج فعليك بحمل نفسك على العفة حتى يفتح الله عليك من فضله، فقد قال الله تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ {النور:٣٣} ، وأكثر من الدعاء في الصلاة وفي أوقات الإجابة، وادع بالاسم الأعظم ودعوة يونس فإن الله كريم يجيب دعاء من دعاه والتجأ إليه.

وإذا لم يكن تعلقك بالفتاة قوياً أو تعلقها بك قوياً فلا مانع من فسخ الخطبة والزواج بأخرى، لأن الوفاء بالخطبة مندوب فيمكن لأي من المتواعدين على الزواج أن يفسخه، ولكن ينبغي التنبه إلى أن عدم توفر التوظف لديك قد لا يكون لتلك الفتاة أي علاقة به، وراجع للمزيد في الموضوع وفي أسباب سعة الرزق والتحصن من العين الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٦٩٠٥٦، ٦٠٣٢٧، ٧٧٦٨، ٦١٢١، ٣٠٣٦١، ٤١٨٨، ٣٦٨٠٧، ٥٨٧٢٢، ٧٩٧٦، ٢٨٧٩٣.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٩ شوال ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>