للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففي حديث حذيفة الذي فيه قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بالبقرة والنساء وآل عمران في الركعة: «... ثم ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحوًا من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم قام طويلاً قريبًا مما ركع، ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده قريبًا من قيامه» (١).

وفي حديث عائشة: «... ويمكث في سجوده قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية قبل أن يرفع رأسه ..» (٢).

قلت: وليس هذا التطويل في القراءة وغيرها شرطًا في صلاة الليل، وإنما هو الأفضل والأكمل لمن قدر عليه، وقد «كان النبي صلى الله عليه وسلم -أحيانًا- يقرأ في كل ركعة قدر خمسين آية أو أكثر» (٣) وكان يقول: «من صلى ليلة بمائة آية لم يُكتب من الغافلين» (٤).

١٢ - وله القيام والقعود في صلاته: وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته بالليل ثلاثة أنواع:

الأول: أنه كان يصلي قائمًا: كما في الأحاديث المتقدمة.

الثاني: أنه كان يصلي قاعدًا ويركع قاعدًا: فعن عائشة قالت: «لم يَمُتْ النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان كثير من صلاته وهو جالس» (٥) وفي رواية أن هذا كان لما بدَّن وثَقُل.

وعنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ليلاً طويلاً قائمًا، وليلاً طويلاً قاعدًا، فإذا صلى قائمًا ركع قائمًا، وإذا صلى قاعدًا ركع قاعدًا» (٦).

الثالث: أنه كان يقرأ قاعدًا، فإذا بقي يسير من قراءته، قام فركع قائمًا. فعن عائشة قالت: «كان صلى الله عليه وسلم يصلي جالسًا فيقرأ وهو جالس، فإذا بقي من قراءته قدر ما يكون ثلاثين أو أربعين آية، قام فقرأ وهو قائم، ثم ركع، ثم سجد، ثم يفعل في الركعة الثانية مثل ذلك» (٧).


(١) صحيح: تقدم تخريجه.
(٢) صحيح: أخرجه أبو داود (١٣٣٦)، وابن ماجه (١٣٥٨)، وأحمد (٦/ ٨٣).
(٣) صحيح: أخرجه البخاري (٩٩٤).
(٤) صححه الألباني: وانظر «الصحيحة» (٦٤٣)، و «صحيح الترغيب» (٦٣٦).
(٥) صحيح: أخرجه مسلم (٧٣٥)، والنسائي (١٦٥٦).
(٦) صحيح: أخرجه مسلم (٧٣٠)، وأبو داود (٩٥٥)، والنسائي (٣/ ٢١٩).
(٧) صحيح: أخرجه البخاري (١١١٨)، ومسلم (٧٣١) واللفظ له.

<<  <  ج: ص:  >  >>