كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب

العرب (١) لما رأت بعض الأشياء إنما تتصل بسبب البلل استعارت البل (٢) للوصل.

وأما عكسه, وهو إطلاق المسبب على (٣) السبب, فمثاله: قول الشاعر:

شربت الإثم حتى ضل عقلي ... كذاك الإثم يذهب بالعقولِ (٤)

لأن الخمر سبب الإثم، فأطلق اسم (٥) المسبب (٦) على مسببه (٧) وهو الخمر ومنه تسمية العطية بالمن (٨)؛ لأن العطية سبب المن، لأن (٩) من أعطى فقد منَّ.

= القرآن والحديث لأبى عبيد الهروي تحقيق محمود الطناحي مادة (بلل) ج ١/ ٢٠٨، الفائق في غريب الحديث للزمخشري تحقيق علي البجاوي، الباء مع اللام ج ١/ ١٢٧.
(١) فى ط: "العرف".
(٢) فى ط: "البلل".
(٣) تعليق في هامش ز نصه: "من هنا يعلم أن هذا مثال لإطلاق السبب على اسم المسبب أي أنه من إطلاق اسم السبب وإرادة المسبب كما لا يخفى فتأمله".
(٤) ورد هذا البيت بلا عزو إلى قائله في: الزاهر ٢/ ٢٥، نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر لابن الجوزي ص ١٤٩، التذكرة الحمدونية ص ١٥٥، حلية الكميت ص ٨, نهاية الأرب ٤/ ٨٧, لسان العرب مادة (أثم)، الصحاح للجوهري مادة (أثم) معجم مقاييس اللغة لابن فارس مادة (أثم).
(٥) "اسم" ساقطة من ز.
(٦) في ز: "السبب".
(٧) في ط: "سببه".
(٨) منَّ ويقال: المنين للضعيف والقوي، يقال: قد منه السير إذا جهده وأضعفه، وحبل منين ضعيف، ورجل منين وممنون.
انظر: كتاب الأضداد لأبي حاتم السجستاني ص ٩٠.
(٩) في ط: "ومن أعطى".