للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استمر في غيه وضلاله فعلى من ولاه اللَّه أمر المسلمين أن يُحِيله إلى المحاكم الشرعية، ليلقى جزاءَه الرادع وفق شرع اللَّه المطهَّر.

رابعًا: على كل مسلم الحذر من إشاعة الفاحشة ونشرها، وليعلم أن محبتها - كما بيَّن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى - لا تكون بالقول والفعل فقط، بل تكون بذلك وبالتحدث بها، وبالقلب والميل إليها، وبالسكوت عنها، فإن هذه المحبة تمكِّن من انتشارها وتمكِّن من الدفع في وجه من ينكرها من المؤمنين، فليتق اللَّه امرؤ مسلم من محبة إشاعة الفاحشة، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُون (١٩)} [النور].

قال الحافظ ابن رجب: «وقد رُوي عن الإمام أحمد أنه قيل له: إن عبدالوهاب الورَّاق ينكِر كذا وكذا، فقال: لا نزال بخير ما دام فينا من ينكر؛ ومن هذا الباب: قول عمر - لمن قال له: اتق اللَّه يا امير المؤمنين - فقال: لا خير فيكم إن لم تقولوها لنا، ولا خير فينا إذا لم نقبلها منكم» (١) (٢).

والحمد للَّه رب العالمين، وصلى اللَّه وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


(١) الحكم الجديرة بالإذاعة ص: ٤٣.
(٢) انظر: رسالة الشيخ بكر بن عبد اللَّه أبو زيد رحمه الله «حراسة الفضيلة» ص: ١٤٩ - ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>