للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلامية ليست مجرد معارف ومعلوماتٍ مجردة، وليست ثقافة ترفيه وتسلية، وإنما هي قيمٌ سلوكية تُمارس في الحياة، وأفكارٌ وتصورات تحدد هدف المسلم في الوجود ودوره المنشود.

وعلى المثقف المسلم أن يعتزَّ بهذه الثقافة، ولا يسوغُ له بحال أن يكون علماني التفكير، غربي أو شرقي الهوى. وإذا كان في الأديان المحرفة ما يستحي أتباعُها من ذكره، أو لا يؤهل للإتِّكاء عليه، فليس في الإسلام الدين الحق من ذلك شيء، فنحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.

وعلى المثقفين المعتزين بالإسلام، والمدركين لمعنى الثقافة الإسلامية أن يقوموا بنقلها وتعميقها في المجتمع بأنماطها السلوكية وتصوراتها الصحيحة، حتى ولو كان المجتمعُ الذي تُنقل له مجتمعًا أميًا، فليست الأمة عيبًا إذا تمثل المجتمعُ أخلاق الإسلام، وليس بخفي أن مجتمع خير القرون كان أميًا، ولكن هذه الأميّة لم تقعد بهم عن حمل رسالة السماء وتبليغها للعالمين: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (١).

أيها المثقفون: وفي سبيل صراع الحضارات على المثقف المسلم أن يُحذِّر من آثار الثقافات الوافدة، وأن يقوم بدوره في كشف صراع الحضارة الغربية للإسلام، ففي ذلك تحصينٌ لأبناءِ الأمةِ من آثارِها المدمرة، وفيه حمايةٌ للأمة من الذوبان في حضارات وثقافات الآخرين. ونحن اليوم في مرحلة صراع قيمي وأخلاقي وغزو فكري رهيب، والبقاءُ للأصلح والأقوى.


(١) سورة الجمعة، الآية: ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>