للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

آية ظاهرة وحجة باهرة من بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أن يأذن الله برفعه، تحدى الله به أفصح الناس فلم يستطيعوا، بل تحدى به الجن والإنس مجتمعين فأعياهم: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} (١)، امتن الله به على نبيه صلى الله عليه وسلم: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} (٢)، يهدي إلى الطريق القويم والمنهج المستقيم: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (٣). هذا وإن لتلاوة هذا الكتاب أجرا عظيما وفضلا كبيرا، يقول الله: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ} (٤) {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} (٥). وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار (٦)» رواه البخاري ومسلم، وعن ابن مسعود -رضي الله عنه-، قال: «من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله به حسنة


(١) سورة الإسراء الآية ٨٨
(٢) سورة الحجر الآية ٨٧
(٣) سورة الإسراء الآية ٩
(٤) سورة فاطر الآية ٢٩
(٥) سورة فاطر الآية ٣٠
(٦) صحيح البخاري التوحيد (٧٥٢٩)، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (٨١٥)، سنن الترمذي البر والصلة (١٩٣٦)، سنن ابن ماجه الزهد (٤٢٠٩)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٩).