للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والبغي هو: الظلم والعدوان على الخلق، سواء كان باللسان أو اليد أو الرجل أو غيرها من الجوارح، قال ابن كثير: (أما البغي فهو العدوان على الناس) (١) فعلى الإنسان أن يوطن نفسه بالقيام بالعدل حتى تستقيم أموره. يقول شيخ الإسلام: (ولهذا قيل: إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة، ويقال: الدنيا تدوم مع العدل والكفر، ولا تدوم مع الظلم والإسلام، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس ذنب أسرع عقوبة من البغي وقطيعة الرحم (٢)» فالباغي يصرع في الدنيا وإن كان مغفورا له مرحوما في الآخرة؛ وذلك أن العدل نظام كل شيء فإذا أقيم أمر الدنيا بالعدل قامت، وإن لم يكن لصاحبها في الآخرة من خلاق) (٣) (فإن الباغي مصرعه وخيم، والعدل واجب لكل أحد على كل أحد في كل حال، وإنما أرسل الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس بالعدل) (٤) لذلك


(١) تفسير القرآن العظيم ابن كثير: ١/ ٥٨٣، وانظر: تفسير الجلالين المحلي والسيوطي: ١/ ١٦٧.
(٢) أخرجه الترمذي بلفظ: (ما من ذنب أجدر أن يعجل الله في الدنيا عقوبته مع ما يدخر لصاحبه في الآخرة - من البغي وقطيعة الرحم) وقال: (حديث حسن صحيح)، وأبو داود: ٤/ ٢٧٦، وابن ماجه: ٢/ ١٤٠٨، وابن حبان: ٢/ ٢٠٠٠ وقال شعيب الأرناؤوط: (إسناده صحيح) والحاكم: ٢/ ٣٨٨، وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه)، وتابعه الذهبي.
(٣) الاستقامة ابن تيمية: ٢/ ٢٤٧، وانظر تلبيس الجهمية ابن تيمية: ١/ ١٣٧.
(٤) الصفدية ابن تيمية: ٢/ ٣٢٧.