للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تالله ما علقت محاسنك امرءاً ... إلا وعز على الورى استنقاذه

أغريت حبك بالقلوب فأذعنت ... طوعاً وقد أودى بها استحواذه

ما لي أتيت الحظ من أبوابه ... جهدي فدام نفوره ولواذه

إياك من طمع المنى فعزيزه ... كذليله وغنيه شحاذه منها:

ذالية ابن دريد استهوى بها ... قوماً غداة نبت به بغداذه

دانوا لزخرف قوله فتفرقت ... طمعاً بهم صرعاه أو جذاذه

من قدر الرزق السني لك أنما ... قد كان ليس يضره إنفاذه (١) وهذه القصيدة من غرز القصائد. والعجب أني رأيت صاحبنا عماد الدين أبا المجد إسماعيل المعروف بابن باطيش الموصلي قد ذكر هذه الأبيات في كتابه " المغني " الذي وضعه على كتاب " المهذب " في الفقه، وفسر فيه غريبه، وتكلم على أسماء رجاله، فلما انتهى إلى ذكر أبي بكر محمد بنا لحداد المصري الفقيه الشافعي وشرح طرفاً من حاله قال بعد ذلك: وكان مليح الشعر، أنشدني بعض الفقهاء أبياتاً من قصيدة عزاها إليه، وذكر بعض هذه الأبيات المكتتبة (٢) ها هنا، وما أوقعه في هذا إلا كون ظافر يعرف بالحداد، والفقيه ابن الحداد، بجمعتهما لفظة الحداد، فمن ها هنا حصل الالتباس (٣) .

ومن شعره أيضاً (٤) :

رحلوا فلولا أنني ... أرجو الإياب قضيب نحبي

والله ما فارقتهم ... لكنني فارقت قلبي


(١) ومنها ... يضره إنقاذه: سقط من ص.
(٢) ج: المكتوبة.
(٣) من قوله: وهذه القصيدة ... الالتباس: لم ترد هذه الفقرة كلها في م.
(٤) رسالة أبي الصلت: ٥٤ والديوان: ٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>