للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلق كثير، وانتفعوا به، واشتهر اسمه في البلاد وهو حي وبعد صيته.

وكانت ولادته سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة. وتوفي ليلة الأحد ثامن شهر ربيع الآخر سنة ست عشرة وستمائة ببغداد، ودفن بباب حرب، رحمه الله تعالى.

والعكبري: بضم العين المهملة وسكون الكاف وفتح الباء الموحدة وبعدها راء، هذه النسبة إلى عكبرا، وهي بليدة على دجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ خرج منها جماعة من العلماء وغيرهم.

وحكى الشيخ أبو البقاء المذكور في كتاب " شرح المقامات " عند ذكر العنقاء أن أهل الرسِّ كان بأرضهم جبل يقال له " رمخ " (١) صاعد في السماء قدر ميل، وكان به طيور كثيرة، وكانت العنقاء طائرة عظيمة الخلق، طويلة العنق، لها وجه إنسان وفيها من كل حيوان شبه، من أحسن الطير، وكانت تأتي في السنة مرة هذا الجبل فتلتقط طيره، فجاعت في بعض السنين وأعوزها الطير فانقضت على صبي فذهبت به، فسميت " عنقاء مغرباً " لإبعادها بما تذهب به، ثم ذهبت بجارية (٢) أخرى، فشكا أهل الرس إلى نبيهم حنظلة بن صفوان فدعا عليها فأصابتها صاعقة فاحترقت، والله أعلم.

قلت: هذا حنظلة بن صفوان نبي أهل الرسّ، كان في زمن الفترة بين عيسى والنبي عليهما الصلاة والسلام. ثم رأيت في تاريخ أحمد بن عبد الله بن أحمد الفرغاني نزيل مصر أن العزيز نزار بن المعز صاحب مصر اجتمع عنده من غرائب الحيوان ما لم يوجد عنده غيره، فمن ذلك العنقاء، وهو طائر جاءه من صعيد مصر في طول البلشوم (٣) ، وأعظم جسماً منه، له غبب ولحية وعلى


(١) في بعض الأصول: دمخ.
(٢) ص: اختطفت جارية.
(٣) هكذا في ص ر والمسودة، وفي المطبوعة " البلاشون "، وقال الدميري: البلشون هو مالك الحزين، فلعله بالميم لغة.

<<  <  ج: ص:  >  >>