للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣٦١ - (١)

[الأوزاعي]

أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد الأوزاعي إمام أهل الشام؛ لم يكن بالشام أعلم منه، قيل إنه أجاب في سبعين ألف مسألة، وكان يسكن بيروت. روي أن سفيان الثوري بلغه مقدم الأوزاعي فخرج حتى لقيه بذي طوى، فحل سفيان رأس بعيرة عن القطار ووضعه على رقبته، فكان إذا مر بجماعة قال: الطريق للشيخ. سمع من الزهري وعطاء وروى عنه الثوري وأخذ عنه عبد الله بن المبارك وجماعة كبيرة.

وكانت ولادته ببعلبك سنة ثمان وثمانين للهجرة، وقيل سنة ثلاث وتسعين. ومنشؤه بالبقاع، ثم نقلته أمه إلى بيروت. وكان فوق الربعة خفيف اللحية به سمرة، وكان يخضب بالحناء. وتوفي سنة سبع وخمسين ومائة يوم الأحد لليلتين بقيتا من صفر، وقيل في شهر ربيع الأول بمدينة بيروت، رحمه الله تعالى، ورثاه بعضهم بقوله:

جاد الحيا بالشام كل عشيةٍ ... قبراً تضمن لحده الأوزاعي

قبرٌ تضمن فيه طود شريعةٍ ... سقيا له من عالمٍ نفاع

عرضت له الدنيا فأعرض مقلعاً ... عنها بزهدٍ أيما إقلاع وقبره في قرية على باب بيروت يقال لها حنتوس، وأهلها مسلمون، وهو مدفون في قبلة المسجد، وأهل القرية لا يعرفونه، بل يقولون: ها هنا رجل صالح ينزل عليه النور؛ ولا يعرفه إلا الخواص من الناس.


(١) ترجمة الأوزاعي في طبقات الشيرازي، الورقة: ٢٠ والفهرست: ٢٢٧ والمعارف: ٤٩٦ وحلية الأولياء ٦: ١٣٥ وصفة الصفرة ٤: ٢٢٨ وتذكرة الحفاظ: ١٧٨ وعبر الذهبي ١: ٢٢٧ وتهذيب التهذيب ٦: ٢٣٨ والشذرات ١: ٢٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>