للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الحافظ أبو نعيم في كتاب " حلية الأولياء " (١) : إنه لما قدم على عبد الملك بن مروان قال له: غير اسمك وكنيتك، فلا صبر لي على اسمك وكنيتك قال: أما الاسم فلا، وأما الكنية فأكتني بأبي محمد، فغير كنيته؛ انتهى كلام أبي نعيم.

قلت أنا: وإنما قال له عبد الملك هذه المقالة لبغضه في علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فكره أن يسمع اسمه وكنيته.

وذكر الطبري في تاريخه (٢) إنه دخل على عبد الملك بن مروان فأكرمه وأجلسه على سريره وسأله عن كنيته فأخبره، فقال: لا يجتمع في عسكري هذا الاسم وهذه الكنية لأحد، وسأله: هل له من ولد وكان قد ولد له يومئذ محمد بن علي، فأخبره بذلك فكناه أبا محمد.

وقال الواقدي: ولد أبو محمد المذكور في الليلة التي ولد فيها علي بن أبي طالب رضي الله عنه والله أعلم بالصواب.

وقال المبرد أيضاً (٣) : وضرب علي بالسياط مرتين كلتاهما ضربه الوليد بن عبد الملك: إحداهما في تزوجه لبابة ابنة عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. وكانت عند عبد الملك فعض تفاحة ثم رمى بها إليها، وكان أبخر فدعت بسكين فقال: ما تصنعين بها فقالت: أميط عنها الأذى فطلقها فتزوجها علي بن عبد الله المذكور فضربه الوليد وقال: إنما تتزوج بأمهات الخلفاء لتضع منهم، لأن مروان بن الحكم إنما تزوج بأم خالد بن يزيد بن معاوية ليضع منه، فقال علي بن عبد الله إنما أرادت الخروج من هذا البلد وأنا ابن عمها فتزوجتها لأكون لها محرماً (٤) .


(١) حلية الأولياء ٣: ٢٠٧.
(٢) تاريخ الطبري: (حوادث ١١٨) .
(٣) الكامل ٢: ٢١٧.
(٤) ورد في المطبوعة المصرية بعد هذا: " وقد قيل إن عبد الملك كان تزوج لبابة بنت عبد الله بن جعفر فقالت له يوماً وكان أنجز؛ لو استكت، فأستاك وطلقها، ثم تزوجها علي بن عبد الله ابن العباس وكان أقرع وكانت لا تفارقه قلنسوته فبعث عبد الملك جارية وهو جالس مع لبابة فكشفت رأسه على ناظرها لترى ما به، فقالت لبابة للجارية: هاشمي أقرع أحب إلي من أموي أمجز " - وهذا النص لم يرد في المخطوطات، وليس هو من المنقول عن المبرد كما أنه في موضعه يفصل سياق نص " الكامل " في قسمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>