للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المصري الدار والوفاة، اللغوي؛ هكذا وجدت هذا النسب بخطي في مسوداتي، وما أعلم من أين نقلته. والمنقول من خطه أنه علي بن جعفر بن علي بن محمد بن عبد الله بن الحسين الشنتريني (١) السعدي، أحد بني سعد بن زيد مناة بن تميم، والله أعلم.

كان أحد أئمة الأدب خصوصاً اللغة، وله تصانيف نافعة، منها كتاب " الأفعال " أحسن فيه كل الإحسان، وهو أجود من " الأفعال " لابن القوطية وإن كان ذلك قد سبقه إليه، وله كتاب " أبنية الأسماء " جمع فيه فأوعب، وفيه دلالة على كثرة اطلاعه، وله عروض حسن جيد، وكتاب " الدرة الخطيرة في المختار من شعراء الجزيرة " (٢) وكتاب " لمح الملح " (٣) جمع فيه خلقاً من شعراء الأندلس.

وكانت ولادته في العاشر من صفر سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة بصقلية، وقرأ الأدب على فضلائها كابن البر اللغوي (٤) وأمثاله، وأجاد في النحو غاية الإجادة، ورحل عن صقلية لما أشرف على تملكها الفرنج (٥) ، ووصل إلى مصر في حدود سنة خمسمائة، وبالغ أهل مصر في إكرامه، وكان ينسب إلى التساهل في الرواية، ونظم الشعر في سنة ست وأربعين، ومن شعره في ألثغ:

وشادنٍ في لسانه عقدٌ ... حلت عقودي وأوهنت جلدي

عابوه جهلاً بها فقلت لهم ... أما سمعتم بالنفث في العقد وله من جملة قصيدة:

فلا تنفدن العمر في طلب الصبا ... ولا تشقين يوماً بسعدى ولا نعم


(١) ر: الشيري؛ والكلمة قد ذهب شطر منها في المسودة.
(٢) هو في تراجم شعراء جزيرة صقلية، وقد بقيت منه ملخصات ومختصرات ونقول متفرقة في المصادر.
(٣) اقتبس صاحب مسالك الأبصار قطعة من تراجم هذا الكتاب.
(٤) ابن البر الصقلي: أبو بكر محمد بن علي بن الحسن التميمي، من أكبر علماء اللغة بصقلية (انظر الانباه ٣: ١٩٠ والحاشية) .
(٥) لي: الفرنج على تملكها.

<<  <  ج: ص:  >  >>