للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبين ضروب البيان، يدل شعره على فوز القدح، دلالة برد النسيم على الصبح، ويعرب عن مكانه من العلوم، إعراب الدمع على سر الهوى المكتوم.

قلت: وله ديوان شعر صغير أكثره نخب. ومن لطيف نظمه قوله من جملة قصيدة طويلة مدح بها الوزير أبا القاسم ابن المغربي - المقدم ذكره في حرف الحاء (١) :

قلت لخلي وثغور الربا ... مبتسمات وثغور الملاح (٢)

أيهما أحلى ترى منظراً ... فقال: لا أعلم، كلٌ أقاح ومثل هذا ما ينسب إلى ابن سناء الملك - الآتي ذكره - وهو (٣) :

فتحيرت أحسب الثغر عقداً ... لسليمى وأحسب العقد ثغرا

فلثمت الجميع قطعاً لشكي ... وكذا فعل كل من يتحرى وله في المديح وقد بالغ فيه:

أعطى وأكثر فاستقل هباته ... فاستحيت الأنواء وهي هوامل

فاسم السحاب لديه وهو كنهور ... آلٌ، وأسماء البحور جداول وله مرثية في ولده، وكان قد مات صغيراً، وهي في غاية الحسن ولم يمنعني من الإتيان بها إلا أن الناس يقولون: إنها محدودة، فتركتها، لكن من جملتها بيتان في الحساد ومعناهما غريب فأثبتهما (٤) :

إني لأرحم حاسدي لحر ما ... ضمت صدورهم من الأوغار

نظروا صنيع الله بي فعيونهم ... في جنة، وقلوبهم في نار


(١) انظر الترجمة رقم: ١٩٣.
(٢) ديوان التهامي: ١٣.
(٣) ديوان ابن سناء الملك: ٤١٩.
(٤) القصيدة في ديوانه: ٢٧ - ٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>