للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شعر الفتى أوراقه، فإذا ذوى ... جفت على آثاره الأعواد وله في جارية سوداء، وهو معنى حسن:

علقتها سوداء (١) مصقولةً ... سواد قلبي صفةٌ فيها

ما انكسف البدر على تمه ... ونوره إلا ليحكيها

لأجلها الأزمان أوقاتها ... مؤرخات بلياليها وإنما قيل له " صردر " لأن أباه كان يلقب " صربعر " لشحه، فلما نبغ ولده المذكور وأجاد في الشعر قيل له: صردر، وقد هجاه بعض الشعراء وقته وهو الشريف أبو جعفر مسعود المعروف بالبياضي الشاعر - وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى:

لئن لقب الناس قدماً أباك ... وسموه من شحه صر (٢) بعرا

فإنك تنثر ما صره ... عقوقاً له وتسميه شعرا ولعمري ما أنصفه هذا الهاجي، فإن شعره نادر، وإنما العدو لا يبالي بما يقوله.

وكانت وفاة صردر في سنة خمس وستين وأربعمائة، وكان سبب موته أنه تردى في حفرة حفرت للأسد في قرية بطريق خراسان. وكانت ولادته قبل الأربعمائة - وسيأتي ذكره في ترجمة الوزير فخر الدولة بن جهير (٣) ، واسمه محمد، وله هناك شعر بديع.


(١) الديوان: حماه.
(٢) شكلها المؤلف هنا بفتح الصاد، ووردت في لي بضمها.
(٣) كرر في المسودة لفظة " الوزير " في هذا الموضع أيضاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>