للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رجعنا إلى الباخرزي:

وديوان شعره مجلد كبير والغالب عليه الجودة، فمن معانيه الغريبة قوله:

وإني لأشكو لسع أصداغك التي ... عقاربها التي في وجنتيك تحوم

وأبكي لدر الثغر منك ولي أبٌ ... فكيف يديم الضحك وهو يتيم ومن قوله في شدة البرد:

كم مؤمن قرصته أظفار الشتا ... فغدا لسكان الجحيم حسودا

وترى طيور الماء في وكناتها ... تختار حر النار والسفودا

وإذا رميت بفضل (١) كسأك في الهوى ... عادت عليك من العقيق عقودا

يا صاحب العوديين لا تهملهما ... حرق لنا عوداً وحرك عودا وقوله من جملة أبيات:

يا فالق الصبح من لألاء غرته ... وجاعل الليل من أصداغه سكنا

بصورة الوثن استعبدني، وبها ... فتنتني، وقديماً هجت لي شجنا

لا غرو أن أحرقت نار الهوى كبدي ... فالنار حق على من يعبد الوثنا ومن المنسوب إليه، والله أعلم:

وإذا بكيت دماً تقول شمت بي ... يوم النوى فصبغت دمعك أحمرا

من شاء أمنحه الغرام فدونه ... هذي خلائقها بتحيير الشرى هكذا أنشدنيهما بعض المتأدبين والعهدة عليه في ذلك (٢) .

وقتل الباخرزي في مجلس الأنس بباخرز (٣) في ذي القعدة سنة سبع وستين


(١) فوقها في المسودة: بسور، وكذلك وردت في ل س.
(٢) ومن المنسوب ... ذلك: لم يرد إلا في حاشية المسودة.
(٣) ر: وقتل الباخرزي في الأندلس، وما كنا لنشير إليه وهو خطأ بين لولا أنه ورد كذلك في شذرات الذهب.

<<  <  ج: ص:  >  >>