للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النضر جدتها، لأنها كانت تحت الحارث بن أمية، وعبد الله ولدها وهو والد الثريا، وهذه قتيلة (١) هي التي أنشدت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عقيب وقعة بدر الأبيات القافية، وكان قد قتل أباها النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي القرشي العبدري، وقيل كان أخاها، ومن جملة الأبيات:

أمحمد ولأنت ضنء (٢) نجيبةٍ ... من قومها والفحل فحلٌ معرق

ما كان ضرك لو مننت وربما ... من الفتى وهو المغيظ المحنق

فالنضر أقرب من تركت وسيلةً ... وأحقهم إن كان عتق يعتق فقال عليه السلام: لو سمعت شعرها قبل أن أقتله لما قتلته؛ وكان شديد العداوة لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأسره في يوم بدر، فلما رجع إلى المدينة أمر علي بن أبي طالب، وقيل المقداد بن أسود بقتله، فقتله صبراً بين يديه بالصفراء، وهي مكان بين المدينة وبدر؛ وهذه الأبيات من جملة أبيات مذكورة في كتاب " الحماسة " (٣) في باب المراثي.

وكانت الثريا موصوفة بالجمال، فتزوجها سهيل بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، رضي الله عنه، ونقلها إلى مصر، فقال عمر المذكور في زواجها يضرب المثل في الثريا وسهيل النجمين المعروفين (٤) :

أيها المنكح الثريا سهيلاً ... عمرك الله كيف يلتقيان

هي شامية إذا ما استقلت ... وسهيلٌ إذا استقل يماني وهذه الثريا وأختها عائشة أعتقتا الغريض المغني المشهور (٥) صاحب معبد،


(١) انظر ترجمتها وقصيدتها القافية في أسد الغابة ٥: ٥٣٣ واصابة ٨: ١٦٩.
(٢) الضنء - بالفتح ويكسر - الولد؛ وكتب فوقها في المسودة " نجل " ولفظة " معاً "؛ وفي ن: ابن؛ ر: أنت ابن خير.
(٣) شرح المرزوقي (الحماسية رقم: ٣٣٢) .
(٤) ديوان عمر: ٤٣٨.
(٥) أخبار الغريض في الأغاني ٢: ٣١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>