للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فما حط مالك يده حتى طلع الرجل من باب المسجد، على رقبته غلام جعد قطط ابن أربع سنين قد استوت أسنانه، ما قطعت سراره (١) .

وكان من كبار السادات. وتوفي سنة إحدى وثلاثين ومائة بالبصرة، قبل الطاعون بيسير، رحمه الله تعالى.

وقد أذكرني مالك بن دينار أبياتا أنشدنيها (٢) لنفسه صاحبنا جمال الدين محمود ابن عبد عملها في بعض الملوك، وقد حارب ملكا آخر فانتصر الملك الذي عمل فيه الأبيات على عدوه، وغنم أمواله وخزائنه وأسر رجاله وأبطاله، فلما صار الجميع في قبضته فرق الأموال على الناس (٣) واعتقل الأجناد، فمدحه ابن عبد المذكور بقصيدة أجاد فيها كل الإجادة، ووصف هذه الواقعة، واستعمل لفظة مالك بن دينار وحصل له فيها التورية العجيبة، والموضع المقصود منها قوله:

أعتقت من أموالهم ما استعبدوا ... وملكت رقهم وهم أحرار

حتى غدا من كان منهم مالكا ... متمنيا لو أنه دينار وهذا في نهايةالحسن، فلهذا ذكرتهما (٤) .


(١) ر: قطع سرره.
(٢) ن: أنشدها.
(٣) على الناس: سقطت من ر.
(٤)
زاد في المختار بعد هذا: " قلت أعني كتابها موسى بن أحمد لطف الله به: الممدوح هو الملك الجواد....... بن أيوب ولي عهد الملك العادل ابن الكامل بدمشق، والذي انكسر واستولى الجواد على أمواله ورجاله وأبطاله الملك الناصر داود بن المعظم صاحب الكرك، وكانت الوقعة بظهر حمار من أعمال نابلس، وكان الناصر يلقب بين الملوك بالفقيه. ولابن عبد المذكور في الواقعة المذكورة أيضا: يا فقيها أخطا سبيل الرشاد ... ليس يغني الجلال يوم الجلاد
كيف ينجي ظهر الحمار هزيما ... من جواد من فوق ظهر جواد وقد أجاد في معنى هذين البيتين أيضا فلهذا ذكرتهما ".

<<  <  ج: ص:  >  >>