للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأنفذ إليه الكتب من وقته. ورأيت هذه الأبيات في ديوان منصور بن إسماعيل الفقيه المصري - الآتي ذكره إن شاء الله تعالى - وقد كتبها إلى أبي بكر بن قاسم. والذي ذكرناه أولا حكاه الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء (١) . وروي عن الشافعي أنه قال: ما رأيت سمينا ذكيا إلا محمد ابن الحسن. وكان الرشيد قد ولاه قضاء الرقة ثم عزله عنها، وقدم بغداد.

وحكى محمد بن الحسن قال: أتوا (٢) أبا حنيفة في امرأة ماتت وفي جوفها وله يتحرك، فأمرهم فشقوا جوفها واستخرجوا الولد (٣) وكان غلاما، فعاش حتى طلب العلم وكان يتردد إلى مجلس محمد بن الحسن، وسمي ابن أبي حنيفة.

ولم يزل محمد بن الحسن ملازما للرشيد حتى خرج إلى الري خرجته الأولى، فخرج معه، ومات برنبويه قرية من قرى الري في سنة تسع (٤) وثمانين ومائة. ومولده سنة خمس وثلاثين، وقيل إحدى وثلاثين، وقيل اثنتين وثلاثين ومائة. وقال السمعاني: مات محمد بن الحسن والكسائي في يوم واحد بالري، رحمها الله تعالى، وقيل إن الرشيد كان يقول: دفنت الفقه والعربية بالري.

ومحمد بن الحسن المذكور ابن خالة الفراء صاحب النحو واللغة.

وقد تقدم الكلام على الشيباني.

وحرستا: بفتح الحاء المهملة والراء وسكون السين المهملة وفتح التاء المثناة من فوقها وبعدها ألف مقصورة.

ورنبويه (٥) : بفتح الراء وسكون النون وفتح الباء الموحدة والواو وبعدها ياء مثناة من تحتها ساكنة وبعدها هاء ساكنة.


(١) انظر ص: ١٣٦ والأبيات في ترتيب المدارك ١: ٣٩٤ والجواهر المضية.
(٢) ت ل لي س ن بر: أتي.
(٣) ن: وأخرجوه؛ لي: وأخرجوا الولد.
(٤) س ن بر: سبع.
(٥) هذا الضبط لم يرد إلا في ر.

<<  <  ج: ص:  >  >>