للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: وأنشدني الإمام أبو سعد محمد بن يحيى النيسابوري لنفسه (١) وهما:

وقالوا يصير الشعر في الماء حية ... إذا الشمس لاقته فما خلته صدقا

فلما ثوى صدغاه في ماء وجهه ... وقد لسعا قلبي تيقنته حقا وكانت ولادته سنة ست وسبعين وأربعمائة بطريثيث. وتوفي شهيدا في شهر رمضان، سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، قتلته الغز لما استولوا على نيسابور في وقعتهم مع السلطان سنجر السلجوقس - كما تقدم ذكره في ترجمته (٢) - أخذته ودست في فيه التراب حتى مات. وحكى ابن الأزرق الفارقي في تاريخه أن ذلك كان في سنة ثلاث وخمسين، والأول أصح. ولما مات رثاه جماعة من العلماء، من جملتهم أبو الحسن علي بن أبي القاسم البيهقي، قال فيه:

يا سافكا دم عالم متبحر ... قد طار في أقصى الممالك صيته

تالله قل لي يا ظلوم ولا تخف ... من كان محيي الدين كيف تميته (٣) رحمه الله تعالى.

(١٦٩) وتوفي شهاب الدين الطوسي المذكور، في العشرين من ذي القعدة سنة ست وتسعين وخمسمائة بمصر [ودفن بالقرافة، ومولده سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة، وكان مدرسا بمدرسة منازل العز بمصر، وقدم إلى مصر من مكة سنة تسع وسبعين وخمسمائة ونزل خانقاه سعيد السعداء بالقاهرة] (٤) .

وطريثيث: بضم الطاء المهملة وفتح الراء وسكون الياء المثناة من تحتها وكسر الثاء المثلثة وسكون الياء المثناة الثانية وبعدها ثاء مثلثة، وهي ناحية كبيرة من نواحي نيسابور، خرج منها جماعة من العلماء وغيرهم.


(١) ثم وجدت. لنفسه: سقط من النسخ ما عدا ر، ووقع فيها بعد إيراد البيتين.
(٢) انظر ج! ٢: ٤٢٨.
(٣) إلى هنا انتهت الترجمة في المختار.
(٤) انفردت به ر.

<<  <  ج: ص:  >  >>