للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦١٠ - (١)

[أبو بكر ابن فورك]

الأستاذ أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك المتكلم الأصولي الأديب النحوي الواعظ الصبهاني؛ أقام بالعراق مدة يدرس العلم، ثم توجه إلى الري فسمعت به المبتدعة، فراسله أهل نيسابور والتمسوا منه التوجه إليهم، ففعل وورد نيسابور، فبنى له بها مدرسة ودارا، وأحيا الله تعالى به أنواعا من العلوم، ولما استوطنها وظهرت بركاته على جماعة المتفقهة وبلغت مصنفاته في أصول الفقه والدين ومعاني القرآن قريبا من مائة مصنف، دعي إلى مدينة غزنة وجرت له بها مناظرات كثيرة.

ومن كلامه: شغل العيال نتيجته متابعة الشهوة بالحلال، فما ظنك بقضية شهوة الحرام

وكان شديد الرد على أصحاب أبي عبد الله ابن كرام.

ثم عاد إلى نيسابور فسم في الطريق فمات هناك ونقل إلى نيسابور ودفن بالحيرة، ومشهده بها ظاهر يزار ويستسقى به وتجاب الدعوة عنده، وكانت وفاته سنة ست وأربعمائة، رحمه الله تعالى. وقال أبو القاسم القشيري في الرسالة (٢) سمعت أبا علي الدقاق يقول: دخلت على أبي بكر ابن فورك عائدا فلما رآني دمعت عيناه، فقلت له: إن الله سبحانه يعافيك ويشفيك، فقال لي: ترامي أخاف من الموت، إنما أخاف مما وراء الموت.


(١) ترجمته في الوافي ٢: ٣٤٤ وتبيين كذب المفتري: ٢٣٢ وطبقات السبكي ٣: ٥٢ واللباب (الفوركي) والنجوم الزاهرة ٤: ٢٤٠ وعبر الذهبي ٣: ٩٥ والشذرات ٣: ١٨١.
(٢) الرسالة القشيرية: ٣١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>