للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله تعالى، ويقال توفي سنة خمسين، وقيل اثنتين وخمسين وثلثمائة، والله أعلم.

والنقاش: بفتح النون والقاف المشددة وبعد الألف شين معجمة، هذه النسبة إلى من ينقش السقوف والحيطان وغيرهما، وكان أبو بكر المذكور في مبدأ أكره يتعاطى هذه الصنعة فعرف بها.

٦٢٨ - (١)

[ابن شنبوذ المقرئ]

أبو الحسن محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت بن شنبوذ المقرئ البغدادي؛ كان من مشاهير القراء وأعيانهم، وكان دينا، وفيه سلامة صدر وفيه حمق، وقيل إنه كان كثير اللحن قليل العلم، وتفرد بقراءات من الشواذ كان يقرأ بها في المحراب فأنكرت عليه، وبلغ ذلك الوزير أباعلي محمد بن مقلة الكاتب المشهور، وقيل له: إنه يغير حروفا من القرآن ويقرأ بخلاف ما أنزل، فاستحضره في أول شهر بيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة، واعتقله في داره أياما، فلما كان يوم الأحد لسبع خلون من الشهر المذكور، استحضر الوزير المذكور القاضي أبا الحسين عمر بن محمد وأبا بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد المقرئ وجماعة من أهل القرآن، وأحضر ابن شنبوذ المذكور، ونوظر بحضرة الوزير، فأغلظ في الخطاب للوزير والقاضي وأبي بكر ابن مجاهد ونسبهم إلى قلة المعرفة وعيرهم بأنهم ما سافروا في طلب العلم كما سافر، واستصبى القاضي أبا الحسين المذكور، فأمر الوزير أبو علي بضربه، فأقيم وضرب سبع درر، فدعا وهو يضرب على الوزير ابن مقلة بأن يقطع الله يده ويشتت (٢) شمله، فكان


(١) ترجمته في تاريخ بغداد ١: ٢٨٠ ومعجم الأدباء ١٧: ١٦٧ والوافي ٢: ٣٧ وغاية النهاية ٢: ٥٢ والنجوم الزاهرة ٣: ٢٤٨، ٢٦٧ وعبر الذهبي ٢: ٢١٣ والشذرات ٢: ٣١١.
(٢) ت لي ل: ويشت.

<<  <  ج: ص:  >  >>