للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عوف بن أسلم، وهو ثمالة، بن أحجن (١) بن كعب بن الحارث بن كعب ابن عبد الله بن مالك بن النضر بن الأسد بن الغوث، وقال ابن الكلبي: عوف بن أسلم هو ثمالة والأسد هو الأزد، الثمالي الأزدي البصري المعروف بالمبرد النحوي؛ نزل بغداد، وكان إماما في النحو واللغة، وله التواليف النافعة في الأدب: منها كتاب الكامل وكتاب الروضة وطالمقتضب وغير ذلك. أخذ الأدب عن أبي عثمان المازني وأبي حاتم السجستاني - وقد تقدم ذكرهما - وأخذ عنه نفطويه - وقد تقدم ذكره (٢) - وغيره من الأئمة.

وكان المبرد المذكور وأبو العباس أحمد بن يحيى الملقب بثعلب صاحب كتاب الفصيح عالمين متعاصرين (٣) قد ختم بهما تاريخ الأدباء، وفيهما يقول بعض أهل عصرهما من جملة أبيات وهو أبو بكر ابن أبي الأزهر (٤) :

أيا طالب العلم لا تجهلن ... وعذ بالمبرد او ثعلب

تجد عند هذين علم الورى ... فلا تك كالجمل الأجرب

علوم الخلائق مقرونة ... بهذين في الشرق والمغرب وكان المبرد يحب الاجتماع في المناظرة بثعلب والاستكثار منه، وكان ثعلب يكره ذلك ويمتنع منه، وحكى أبو القاسم جعفر بن محمد بن حمدان الفقيه الموصلي وكان صديقهما، قال: لأبي عبد الله الدينوري ختن ثعلب: لم يأبى ثعلب الاجتماع بالمبرد فقال: لأن المبرد حسن العبارة حلو الإشارة فصيح اللسان ظاهر البيان، وثعلب مذهبهمذهب المعلمين، فإذا اجتمعا في محفل حكم للمبرد على الظاهر إلى أن يعرف الباطن.

وكان المبرد كثير الأمالي حسن النوادر، فمما أملاه أن المنصور أبا جعفر


(١) ل لي ن س: أحجر؛ وما هنا موافق لنا في الجمهرة ونور القبس وغيرهما.
(٢) انظر ج ١: ٢٨٣ و ٢: ٤٣٠ و ١: ٤٧ على التوالي.
(٣) في نور القبس: وكان ثعلب والمبرد علمين ختم تاريخ الأدباء بهما.
(٤) نسبت هذه الأبيات في نور القبس لعبد الله بن الحسين بن سعد القطربلي صاحب التاريخ؛ ولم يرد في ق اسم الشاعر.

<<  <  ج: ص:  >  >>