للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الدارقطني: فأعظمت أن يحمل عن مثله في فضله وجلالته وهم، وهبت أن أوقفه على ذلك، فلما انقضى الإملاء تقدمت إلى المستملي فذكرت له وهمه وعرفته صواب القول فيه، وانصرفت ثم حضرت الجمعة الثانية مجلسه، فقال أبوبكر: عرف جماعة الحاضرين أنا صحفنا الاسم الفلاني لما أملينا حديث كذا في الجمعة الماضية، ونبهنا ذلك الشاب على الصواب، وهو كذا، وعرف ذلك الشاب أنا رجعنا إلى الأصل فوجدناه كما قال.

ومن جملة تصانيفه غريب الحديث قيل إنه خمسة وأربعون ألف ورقة، وكتابشرح الكافي وهو نحو ألف ورقة، وكتاب الهاءات نحو ألف ورقة، وكتاب الأضداد وكتاب الجاهليات وهو سبعمائة ورقة، والمذكر والمؤنث ما عمل احد أتم منه، و " رسالة المشكل " (١) رد فيها على ابن قتيبة وأبي حاتم.

وكانت ولادته يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب سنة إحدى وسبعين ومائتين. وتوفي ليلة عيد النحر سنة ثمان وعشرين، وقيل سنة سبع وعشرين وثلثمائة.

وتوفي أبوه القاسم سنة أربع وثلثمائة ببغداد، وقيل في صفر سنة خمس وثلثمائة، رحمه الله تعالى (٢) .

وقد تقدم الكلام على الأنباري في ترجمة عبد الرحمن الأنباري النحوي (٣) . وأملى أبو بكر المذكور في بعض أماليه لبعض العرب:

فهلا منعتم إذ منعتم كلامها ... خيالا يوافيني على النأي هاديا

سقى الله أطلالا بأكثبة الحمى ... وإن كن قد أبدين للناس حاليا

منازل لو مرت بهن جنازتي ... لقال الصدى ياصاحبي انزلا بيا


(١) يبدو أن رسالة المشكل شيء آخر غير كتاب " المشكل " المتقدم ذكره، فقد ذكر القفطي الكتابين أيضاً.
(٢) هنا تنتهي الترجمة في ق.
(٣) انظر الترجمة رقم: ٣٦٩ (٣: ١٣٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>