للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

و " خير البشر بخير البشر " وكتاب " الينبوع " (١) في تفسير القرآن الكريم، وهو كبير، وكتاب " نجباء الأبناء "، وكتاب " الحاشية على درة الغواص " للحريري صاحب المقامات، و " شرح المقامات للحريري " وهما شرحان: كبير وصغير، وغير ذلك من التواليف الظريفة المليحة (٢) . ورأيت في أول الشرح الذي له يذكر أنه أخبره بها الحافظ أبو الطاهر السلفي عن منشئها الحريري، والناس يقولون: إن الحافظ السلفي رأى الحريري في جامع البصرة وحوله حلقة، وهو يأخذون عنه المقامات، فسأل عنه فقيل له: إن هذا قد وضع شيئا من الأكاذيب وهو يمليه على الناس، فتنكبه (٣) ولم يعرج عليه، والله أعلم بالصواب.

وحكي عن الشيخ تاج الدين الكندي - المقدم ذكره (٤) - انه قال: أحلت على ديوان حماة برزق، فسرت إليها لأجل ذلك، فلما حللتها جمع الجماعة بيني وبين ابن ظفر المذكور، وجرت بيننا مناظرة في النحو واللغة، فأوردت عليه مسائل في النحو فلم يمش فيها، وكان حاله في اللغة قريبا، فلما كاد المجلس يتقوض قال ابن ظفر: الشيخ تاج الدين أعلم مني بالنحو وأنا أعلم منه باللغة، فقلت: الأول مسلم والثاني ممنوع، وتفرقنا.

وكان ابن ظفر قصير القامة دميم الخلقة غير صبيح الوجه. ويروى لابن ظفر المذكور شعر، فمن ذلك ما وجدته في بعض المجاميع منسوبا إليه وهو:

حملتك في قلبي فهل أنت عالم ... بأنك محمول وأنت مقيم

ألا إن شخصا في فؤادي محله ... وأشتاقه، شخص علي كريم [وقد أخذ هذا المعنى من قول بعض العرب:

سقى بلدا كانت سليمى تحله ... من المزن ما تروى به وتشيم


(١) المكبتة الصقلية (٦٦٦) : ينبوع الحياة، وبهامش مج بخط الناسخ نفسه: " من غير الأصل: وينبوع الحياة في تفسير القرآن الحكيم، ثماني مجلدات كبار ".
(٢) راجع أسماء مؤلفاته في المصدر السابق، نقلاً عن المقفى؛ وقد ورد ذكرها موجزاً في ق مج.
(٣) ر: فتركه.
(٤) انظر ج ٢: ٣٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>