للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نزار بن معد بن عدنان، المخزومي السلامي الشاعر المشهور؛ هو من ولد الوليد بن الوليد بن المغيرة المخزومي، أخي خالد بن الوليد، رضي الله عنه.

قال الثعالبي في حقه (١) : هو من أشعر أهل العراق قولا بالإطلاق، وشهادة بالاستحقاق، وعلى ما أجريته من ذكره، شاهد عدل من شعره، والذي كتبت من محاسنه نزه العيون، ورقى القلوب، ومنى النفوس. ومن خبره أنه قال الشعر وهو ابن عشر سنين (٢) ، وأول شيء قال (٣) في المكتب:

بدائع الحسن فيه مفترفة ... وأعين الناس فيه متفقه

سهام ألحاظه مفوقة ... فكل من رام لحظه رشقه

قد كتب الحسن فوق وجنتيه (٤) ... هذا مليح وحق من خلقه [وركب في صباه سمارية في دجلة، ولم يكن رأى دجلة قبل ذلك فقال:

وميدان تجول به خيول ... تقود الدارعين ولا تقاد

ركبت به إلى اللذات طرفا ... له جسم وليس له فؤاد

جرى فظننت أن الأرض وجه ... ودجلة ناظر، وهو السواد] (٥) ونشأ ببغداد وخرج منها إلى الموصل وهو صبي يوم ذاك (٦) ، فوجد بها جماعة من مشايخ الشعراء، منهم أبو عثمان الخالدي أحد الخالدين، وأبو الفرج الببغاء - المقدم ذكره - وأبو الحسن التلعفري، وغيرهم، فلما رأوه عجبوا منه لبراعته مع حداثة سنه، فاتهموه بان الشعر ليس له، فقال الخالدي: أنا أكفيكم أمره، واتخذ دعوة جمع فيها الشعراء وأحضر السلامي المذكور معهم، فلما توسطوا


(١) يتيمة الدهر ٢: ٣٩٦؛ وهذه الترجمة في أكثرها نقل عن اليتيمة.
(٢) ق من: ابن عشرين سنة.
(٣) لي: قال وهو.
(٤) اليتيمة: عارضه.
(٥) زيادة انفردت بها مج.
(٦) مج: وخرج من مدينة السلام وورد الموصل وهو صبي حين راهق.

<<  <  ج: ص:  >  >>