للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد " - القصص:٨٥ - فهو يعتقد أن الزمان دور، وأن الإنسان نبات أو نور، حمامة تمامه، واختطافه قطافه (١) ، قد محي الإيمان من قلبه فما له فيه رسم، ونسي الرحمن لسانه فما يمر عليه له اسم.

ولقد بالغ ابن خاقان في أمره وجاوز الحد فيما وصفه به من هذه الاعتقادات الفاسدة، والله أعلم بكنه حاله، وأورد له مقاطيع من الشعر، فمن ذلك قوله:

أسكان نعمان الأراك تيقنوا ... بأنكم في ربع قلبي سكان

ودوموا على حفظ الوداد فطالما ... بلينا باقوام إذا استؤمنوا خانوا

سلوا الليل عني مذ تناءت دياركم ... هل اكتحلت بالغمض لي فيه أجفان

وهل جردت أسياف برق سماؤكم ... فكانت لها إلا جفوني أجفان وكان قد أنشدني هذه الأبيات بعض (٢) أشياخ المغاربة الفضلاء بمدينة حلب منسوبة إلى ابن الصائغ المذكور، ثم وجدتها بعد ذلك بعينها في ديوان أبي الفتيان محمد بن حيوس - الآتي ذكره إن شاء الله تعالى - فبقيت شاكا فيما أنشدني ذلك الشيخ، وقلت: لعله وهم في نسبتها إلى ابن الصائغ، إلى أن وجدتها في كتابه (٣) " مطمح الأنفس " (٤) أيضا منسوبة إلى ابن الصائغ المذكور، والله تعالى أعلم لمن هي منهما.

وله (٥) :

ضربوا القباب على أقاحة روضة ... خطر النسيم بها ففاح عبيرا

وتركت قلبي سار بين حمولهم ... دامي الكلوم يسوق تلك العيرا

هلا سألت أسيرهم هل عندهم ... عان يفك ولو سألت غيورا


(١) ق: اقتطافه.
(٢) ر ت ل مج بر من: أحد.
(٣) ر ل لي بر من: كتاب.
(٤) ر بر من: المطمح.
(٥) ق: وله أيضاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>