للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حروب لا توصف، ووقع عسكر القائم الوباء والغلاء فمات الناس والخيل، فرجع إلى إفريقية وتبعه عسكر مصر إلى أن تباعد عنهم (١) ، وكان وصوله إلى المهدية يوم الثلاثاء الثالث من رجب من السنة المذكورة، وفي أيامه خرج أبو يزيد مخلد بن كيداد (٢) الخارجي - وقد تقدم ذكره وما جرى له وكيف مات في الأسر في ترجمة المنصور - والشرح في ذلك يطول.

وكانت ولادة القائم بمدينة سليمة - المذكورة في ترجمة والده المهدي - في المحرم سنة ثمانين، وقيل سنة اثنتين وثمانين، وقيل سبع وسبعين ومائتين، واستصحبه والده معه عند توجهه إلى بلاد المغرب؛ وتوفي يوم الأحد ثالث عشر شوال سنة أربع وثلاثين وثلثمائة، رحمه الله تعالى بالمهدية وأبو يزيد الخارجي محاصر له، فقام بالأمر ولد المنصور إسماعيل، وكتم خبر موته خوفاً من الخارجي أن يطلع عليه فيطمع فيه، وكان بالقرب منه على مدينة سوسة، فأبقى الأمور على حالها وأكثر من العطايا والصلات ولم يتسم بالخليفة، وكانت كتبه تنفذ من الأمير إسماعيل ولي عهد المسلمين، والله أعلم.


(١) بدله في مج: فلقيه بالفيوم فهزمه وقتل عسكره وقيل أن عدد القتلى كان خمسين ألفاً، والأرض التي كانت الوقعة فيها تعرف إلى الآن بأرض الخمسين، فرجع إلى إفريقية وتبعه عسكر مصر إلى أن تباعد عنهم.
(٢) بر من: كنداد؛ ر: كيدان؛ ن: كندار.

<<  <  ج: ص:  >  >>