للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الراء وسكون الياء المثناة من تحتها وكسر الثاء المثلثة وسكون الياء المثناة من تحتها أيضاً وبعدها ثاء مثلثة - وهي كورة من نواحي نيسابور، خرج منها جماعة من العلماء وغيرهم، والله تعالى أعلم بالصواب.

٧٠٤ - (١)

[الوزير الجواد جمال الدين]

أبو جعفر محمد بن علي بن أبي منصور، الملقب جمال الدين المعورف بالجواد الأصفهاني، وزير صاحب الموصل؛ كان جده أبو منصور فهاداً للسلطان ملكشاه بن ألب أرسلان السلجوقي - الآتي ذكره إن شاء الله تعالى فتأدب ولده وسمت همته، فاشتهر أمره وخدم في مناصب علية وصاهر الأكابر، فلما ولد له جمال الدين المذكور عني بتأديبه وتهذيبه، ثم ترتب في ديوان العرض للسلطان محمود بن محمد بن ملكشاه - الآتي ذكره إن شاء الله تعالى - فظهرت كفايته وحمدت طريقته، فلما تولى أتابك زنكي بن آق سنقر - المقدم ذكره - الموصل وما والاها استخدم جمال الدين المذكور وقربه واستصحبه معه إليها، فولاه نصيبين، فظهرت كفايته، وأضاف إليه الرحبة، فأبان عن كفاية وعفة، وكان من خواصه وأكبر ندمائه، فجعله مشرف مملكته كلها وحكمه تحكيماً لا مزيد عليه. وكان الوزير يومئذ ضياء الدين أبا سعيد بهرام بن الخضر الكفرتوثي، استوزره أتابك نكي في سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، وتوفي خامس شعبان سنة ست وثلاثين وخمسمائة، وهو على وزارته، وتولى الوزارة بعده أبو الرضى ابن صدقة، وجمال الدين المذكور على وظائفه.

وكان جمال الدين دمث الأخلاق، حسن المحاضرة مقبول المفاكهة، فخف على أتابك زنكي المذكور وأعجبه حديثه ومحاورته، وجعله من ندمائه،


(١) تراجع أخباره في الباهر والمنتظم ١٠: ٢٠٩ والشذرات ٤: ١٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>