للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يغظني وهو على رسله ... والمرء في غيظ سواه حليم

قلت له لما عدا طوره ... والقلب مني في العذاب الأليم

اعذر فؤادي إنه شاعرٌ ... من حبه في كل واد يهيم

يا رب خمر فمه كاسها ... لم أقتنع من شربها بالشيم

أتبعت رشفاً قبلاً عندها ... وقلت هذا زمزمٌ والحطيم

فافتر إما عن أقاحي الربا ... يضحك أو در العقود النظيم

أو كان قد قبل مستحسناً ... ما قبل الفاضل عبد الرحيم وكان كثير الحركات والأسفار، وفي ذلك يقول (١) :

والناس كثرٌ ولكن لا يقدر لي ... إلا مرافقة الملاح والحادي وفي آخر وقته دخل بلاد اليمن، وامتدح بمدينة عدن أبا الفرج ياسر بن أبي الندى بلال بن جرير المحمدي وزير محمد وأبي السعود ولدي عمران بن محمد بن الداعي سبأ بن أبي السعود (٢) بن زريع بن العباس اليامي، صاحب بلاد اليمن، فأحسن إليه وأجزل صلته، وفارقه وقد أثرى من جهته، فركب البحر، فانكسر المركب به، وغرق جميع ما كان معه بجزيرة الناموس بالقرب من دهلك، وذلك يوم الجمعة خامس ذي القعدة سنة ثلاث وستين وخمسمائة، فعاد إليه وهو عريان، فلما دخل عليه أنشده قصيدته التي أولها (٣) :

صدرنا وقد نادى السماح بنا ردوا ... فعدنا إلى مغناك والعود أحمد وهذه القصيدة من القصائد المختارة، ولو لم يكن فيها سوى هذا البيت لكفاه، ثم أنشده بعد ذلك قصيدة يصف فيها غرقه، وأولها (٤) :


(١) ديوانه: ٣١.
(٢) بن: سقطت من: بر ر من.
(٣) ديوانه: ٣٠.
(٤) ديوانه: ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>