للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه ستمائة ألف حديث، وقال راوي هذا الخبر، وهو أحمد بن عقبة: وإني أظن أن المحدثين قد كتبوا بأيديهم ستمائة ألف وستمائة ألف. وخلف م الكتب مائة قمطر وثلاثين قمطراً وأربعة حباب شرابية مملوءة كتباً، وهو صاحب الجرح والتعديل. وروى عنه الحديث كبار الأئمة منهم: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري وأبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري وأبو داود السجستاني، وغيرهم من الحفاظ، وكان بينه وبين الإمام أحمد بن حنبل، رضي الله عنه، من الصحبة والألفة والاشتراك في الاشتغال بعلوم الحديث ما هو مشهور (١) ، ولا حاجة إلى الإطالة فيه، وروى عنه هو وأبو خيثمة وكانا من أقرانه.

وقال علي بن المديني: انتهى العلم بالبصرة إلى يحيى بن أبي كثير وقتادة، وعلم الكوفة إلى أبي إسحاق والأعمش، وانتهى علم الحجاز إلى ابن شهاب وعمرو بن دينار، وصار علم هؤلاء الستة بالبصرة إلى سعيد بن أبي عروبة وشعبة ومعمر وحماد بن سلمة وأبي عوانة، ومن أهل الكوفة إلى سفيان الثوري وسفيان بن عيينة، ومن أهل الحجاز إلى مالك بن أنس، ومن أهل الشام إلى الوزاعي، وانتهى علو هؤلاء إلى محمد بن إسحاق وهشيم ويحيى بن سعيد وابن أبي زائدة ووكيع وابن المبارك وهو أوسع هؤلاء علماً، وابن مهدي ويحيى ابن آدم، وصار علم هؤلاء جميعاً إلى يحيى بن معين (٢) .

وقال أحمد بن حنبل: كل حديث لا يعرفه يحيى بن معين فليس هو بحديث. وكان يقول: صاحبنا رجل (٣) خلقه الله لها الشأن، ويظهر كذب الكذابين، يعني يحيى بن معين.

وقال ابن الرومي: ما سمعت أحداً قط يقول الحق في المشايخ، غير يحيى بن معين، وغيره كان يتحامل بالقول.


(١) علق بهامش المختار عند هذا الموضع: " ثم هجره لما ظهر له أنه أرضى القائلين بخلق القرآن، ثم اعتذر إليه ... الخ " وهو بخط غير خط المؤلف.
(٢) ترجم المؤلف لأكثر هؤلاء، وهم من مشاهير أهل الحديث، فتطلب تراجمهم في مظانها.
(٣) رجل: سقطت من ص ن.

<<  <  ج: ص:  >  >>