للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عد من أوله كذا وكذا ورقة، واقرأ الصفحة التي تنتهي إليها، فقرأها (١) وإذا فيها " الملك المغدور، وهو الطويل القامة الذي على ورطه الأيمن خال وفي جنبه الأيسر شامة " فقال الأمير تميم: أطبق الكتاب واردده إلى موضعه، ففعل، ثم قال تميم: أما العلامتان فقد رأيتهما، وبقيت علي الثالثة، قم أنت يا شريف وأنت يا فلان حتى تحققا عندي خبر العلامة الثالثة، فقاموا وقام يحيى معهم إلى موضع مستور عن تميم، فكشف لهم عن جسمه، فرأوا شامة على جنبه الأيسر هلالية الشكل، فأتوا تميماً فعرفوه، فقال: لم أعطه أنا شيئاً، الله تعالى الذي أعطاه، ثم قال: إني أخبركم بحديث عجيب، وذلك أنه عرض علي النخاس والدته، فاستحسنتها ومالت نفس إليها فاشتريتها، وسلمتها إلى خدام القصر، وأمرت النخاس أن يرجع إلى قبض الثمن، ثم دبرت في مال طيب حلال أخرج ثمنها منه، فبينما أنا مفكر في ذلك إذ سمعت السائل (٢) يصيح ويرفع صوته في الإذن على مطالعتي، فأخرجت رأسي من الطاق وقلت له: ما شأنك فقال: كنت الساعة أحفر في قصر المهدي إذ وجدت صندوقاً عليه قفل، فتركته على حاله وجئت مطالعاً بأمره، فأنفذت معه من أثق به، فإذا فيه أثواب مذهبات الأعلام قد أفناها الدهر، فأمرت بسبك أعلامها، فلم تزد ولم تنقص عن ثمن الجارية، فتعجب الحاضرون من ذلك ودعوا له، ثم أمر لهم بدنانير وكساء وانصرفوا. قال عبد العزيز المذكور: وقد أدركت هذا الكتاب المشار إليه عند السلطان الحسن، رحمه الله تعالى، يعني الحسن بن علي بن يحيى المذكور، وحكى عن الكتاب أموراً وقضايا ذكر أنها ستكون، وكانت كما ذكر.

رجعنا إلى حديث يحيى:

ولما جلس الملك قام بالأمر وعدل في الرعية وفتح قلاعاً لم يتمكن أبوه من فتحها، قال عبد العزيز المذكور في تاريخه: وفي أيامه - يعني يحيى (٣) -


(١) فقرأها: سقطت من ن ق ع س.
(٢) ق ع س بر: البنامكي.
(٣) ق ع س بر من: يعني أيام يحيى.

<<  <  ج: ص:  >  >>