للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من حمير فيما يزعم أهله. وذكر ابن الكلبي وأبو عبيدة أن مفرغاً كان شعاباً بتبالة.

قلت، تبالة: بفتح التاء المثناة من فوقها وبعدها باء موحدة ثم ألف ولام وفي آخرها هاء، وهي بليدة على طريق اليمن للخارج من مكة، وهذا المكان كثير الخصب، له ذكر في الأخبار والأمثال والأشعار، وهي أول ولاية وليها الحجاج بن يوسف الثقفي، ولم يكن رآها قبل ذلك، فخرج إليها، فلما قرب منها سأله عنها، فقيل له إنها وراء تلك الأكمة، فقال: لا خير في ولاية تسترها أكمة، ورجع عنها محتقراً لها وتركها، فضربت العرب بها المثل وقالت للشيء الحقير: أهون من تبالة على الحجاج.

قال الراوي: فادعى يزيد أنه من حمير، وهو حليف آل خالد بن أسيد بن أبي العيص الأموي، وقيل إنه كان عبداً للضحاك بن عوف الهلالي، فأنعم عليه.

وكان يزيد شاعراً غزلاً محسناً.

(٣٣٩) والسيد الحميري الشاعر المشهور من ولده، وهو إسماعيل بن محمد بن بكار بن يزيد المذكور، كذا ذكره ابن ماكولا في كتاب " الإكمال " ولقبه السيد وكنيته أبو هاشم، وهو من كبار الشيعة، وله في ذلك أخبار وأشعار مشهورة.

ومن محاسن شعر يزيد المذكور قوله من جملة قصيدة يمدح بها مروان بن الحكم الأموي، وكان قد أحسن مروان إليه:

وأقمتم سوق الثناء ولم تكن ... سوق الثناء تقام في الأسواق

فكأنما جعل الإله إليكم ... قيض النفوس وقسمة الأرزاق والبيت الأول من هذين البيتين تقدم ذكره في ترجمة يزيد بن مزيد بن زائدة الشيباني منسوباً إلى أحمد بن أبي فنن يمدح به خالد بن يزيد بن مزيد المذكور من جملة أبيات (١) ، والله أعلم بالصواب في ذلك.

ولما ولي (٢) سعيد بن عثمان بن عفان، رضي الله عنه، خراسان عرض على


(١) انظر ص: ٣٤١.
(٢) انظر الأغاني: ١٨٣ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>