للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله تعالى، استولوا عليها في سنة ثماني عشرة وخمسائة، يسر الله فتحها على أيدي المسلمين، آمين.

١٢٤ - (١)

[أبو غالب التياني]

أبو غالب تمام بن غالب بن عمر اللغوي المعروف بالتياني من أهل قرطبة سكن مرسية؛ كان إماماً في اللغة وثقة في إيرادها، مذكوراً بالديانة والفقه والورع، وله كتاب مشهور جمعة في اللغة لم يؤلف مثله اختصارا وإكثارا، وله قصة تدل على دينه مع علمه (٢) ، حكى ابن الفرضي أن الأمير أبا الجيش مجاهد بن عبد الله العامري وجه إلى أبي غالب المذكور أيام غلبته على مرسية، وأبو غالب ساكن بها، ألف دينار على أن يزيد في ترجمة هذا الكتاب مما ألفه أبو غالب لأبي الجيش مجاهد، فرد الدنانير وقال: والله لو بذلت لي الدنيا على ذلك لم أفعله، ولا استجزت الكذب، فإني لم أؤلفه لك خاصة، ولكن للناس عامة؛ فاعجب لهمة هذا الرئيس وعلوها، واعجب لنفس هذا العالم ونزاهتها. وقال ابن حيان: كان أبو غالب هذا مقدما في علم اللسان مسلمة له اللغة، وله كتاب جامع في اللغة سماه " تلقيح العين " (٣) جم الإفادة.

وتوفي بالمرية في إحدى الجماد يين سنة ست وثلاثين وأربعمائة (٤) ، رحمه الله


(١) ترجمة أبي غالب التياني في الجذوة: ١٧٢ (والبغية: ٢٣٦) والصلة: ١٢٤ وإنباه الرواة ١: ٢٥٩ وبغية الوعاة: ٢٠٩ ومعجم الأدباء ٧: ١٣٥ وروضات الجنات: ١٤٠.
(٢) هذه القصة في الأصل مأخوذة من رسالة ابن حزم في فضل الأندلس (النفح ٣: ١٧٢) وقد كررها الشقندي في رسالته (المصدر السابق: ١٩٠) .
(٣) انظر فهرسة ابن خير: ٣٥٩.
(٤) أج: ٤٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>