للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن أبي دؤاد؛ قال له الواثق: رفعت فيك رقعة فيها كيت وكيت، فقال: ليس بعجيب أن أحسد بمنزلتي من أمير المؤمنين فيكذب علي؛ قال: وزعموا أنك وليت القضاء رجلاً أعمى، قال: بلغني أنه إنما عمي على بكائه على أمير المؤمنين المعتصم فحفظت ذلك له وأمرته أن يستخلف؛ قال: وفيها أنك أعطيت شاعراً ألف دينار، قال: كان دونك ذلك، وقد أثاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كعباً وسلم كعباً وقال في آخر: اقطعوا لسانه عني، وهذا شاعر طائي مصيب محسن لو لم أدع إلا قوله فيك للمعتصم:

فاشدد بهارون الخلافة إنه ... سكن لوحشتها ودار قرار

ولقد علمت بأن ذلك معصم ... ما كنت تتركه بغير سوار فقال الواثق: قد وصلته بخمسمائة دينار.

وقيل إنه دخل على الواثق بعدما حصل له الأمر فقال: ما زال قوم اليوم في ثلبك ونقصك يا أحمد، قال فقلت: يا أمير المؤمنين (لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم، والذي تولى كبره منهم عذاب عظيم) فالله ولي جزائه وعقاب أمير المؤمنين من ورائه، وما ضاع أمر أنت حافظه ولا ذل من كنت ناصره، فما قلت لهم يا أمير المؤمنين قال: قلت يا [أبا] عبد الله:

وسعى إليّ بعيب عزة نسوة ... جعل الإله خدودهن نعالها (١٢)

ترجمة أبي العلاء المعري، رقم: ٤٧، ص: ١١٤، س: ٢١)

وله في الشمعة:

وصفراء مثلي في هواها جليدة ... على نوب الأيام والعسف والضنك

تريك ابتساماً دائماً وتهللاً ... وصبراً على ما نالها وهي في الهلك (١)


(١) ورد هذا البيت والبيتان اللذان بعده في نسخة آيا صوفيا: ٢٦ أيضاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>