للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢٢)

(ترجمة عماد الدين بن المشطوب، رقم: ٧٥، ص: ١٨١، س: ١٠)

وذلك أنه اتفق مع الأكراد الهكارية وأرادوا أن يخلعوا الملك الكامل ويملكوا أخاه الملك الفايز ليصير الحكم إليهم عليه وعلى البلاد، فبلغ الخبر إلى الملك الكامل ففارق المنزلة ليلاً جريدة وسار إلى أشموم طناح فنزل بها وأصبح العسكر وقد فقدوا سلطانهم، فركب كل إنسان منهم هواه، ولم يقف الأخ على أخيه، ولم يقدروا على أخذ شيء من خيامهم وذخائرهم وأموالهم وأسلحتهم إلا اليسير الذي يخف حمله وتركوا الباقي بحاله وتركوا الكامل.

وأما الفرنج فإنهم أصبحوا فلم يروا من المسلمين أحداً على شاطئ النيل كجاري عادتهم، فبقوا لا يدرون ما الخبر، وإذا قد أتاهم من أخبرهم الخبر على حقيقته فعبروا حينئذ النيل إلى بر دمياط آمنين بغير منازع، وكان عبورهم في العشرين من ذي القعدة سنة ٦١٥ فغنموا ما في عسكر المسلمين، وكان عظيماً معجزاً للعادين، وكاد الكامل يفارق الديار المصرية لأنه لم يثق بأحد من عسكره، وكان الفرنج ملكوا الجميع بغير تعب ولا مشقة، فاتفق من لطف الله تعالى بالمسلمين أن وصل أخوه الملك المعظم ابن الملك العادل بعد هذه الحركة بيومين والناس في أمر مريج فقوي به قلبه واشتد ظهره وثبت جنانه، وأقام بمنزله، فركب الملك المعظم إلى ابن المشطوب فأخرجه من حينه إلى الشام فاتصل بالملك الأشرف مظفر الدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>