للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النحو حتى صار أنحى أهل طبقته (١) ، وكان فهماً فصيحاً ذكياً إلا أنه كان عنده عجب بنفسه وتيه، لقب نفه ملك النحاة، وكان يسخط على من يخاطبه بغير ذلك. وخرج عن بغداد بعد العشرين (٢) وخمسمائة، وسكن واسط مدة، وأخذ عنه جماعة من أهلها أدباً كثيراً، واتفقوا على فضله ومعرفته.

وذكره أبو البركات ابن المستوفي في " تاريخ إربل " فقال: ورد إربل وتوجه إلى بغداد سومع بها الحديث، وقرأ مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه وأصول الدين على أبي عبد الله القيرواني، والخلاف على أسعد الميهني، وأصول الفقه على أبي الفتح ابن برهان صاحب " الوجيز " و " الوسيط " في أصول الفقه، وقرأ النحو على الفصيحي، وكان الفصيحي قد قرأ على عبد القاهر الجرجاني صاحب " الجمل الصغرى " (٣) . ثم سافر إلى خراسان وكرمان وغزنة، ثم رحل إلى الشام واستوطن دمشق، وتوفي بها يوم الثلاثاء ثامن شوال، ودفن يوم الأربعاء تاسعه سنة ثمان وستين وخمسمائة وقد ناهز الثمانين، ودفن بمقبرة باب الصغير، رحمه الله تعالى.

[ثم ظفرت بمولده في سنة تسع وثمانين وأربعمائة، بالجانب الغربي من بغدادبشارع دار الرقيق] (٤) .

وله مصنفات كثيرة في الفقه والأصلين والنحو (٥) ، وله ديوان شعر، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بقصيدة (٦) ، ومن شعره:

سلوت بحمد الله عنها فأصبحت ... دواعي الهوى من نحوها لا أجيبها


(١) ر: زمانه.
(٢) ص: بعد العشر.
(٣) س: الصغير.
(٤) ما بين معقفين انفردت به س.
(٥) من مصنفاته: الحاوي والعمد والمنتخب وكلها في النحو، وله أيضاً المقتصد في التصويف وأسلوب الحق في القراءات والتذكرة السفرية والحاكم في فقه الشافعي ومختصر في أصول الفقه ومختصر في أصول الدين.
(٦) ص: بقصائد.

<<  <  ج: ص:  >  >>