للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(١) ٢٠٥

[حماد الراوية]

أبو القاسم حماد بن أبي ليلى سابور - وقيل ميسرة - بن المبارك بن عبيد الديلمي الكوفي مولى بني بكر بن وائل المعروف بالراوية، وقال ابن قتيبة في كتاب " المعارف " وفي كتاب " طبقات الشعراء " (٢) : إنه مولى مكنف بن زيد الخيل الطائي الصحابي رضي الله عنه؛ كان من أعلم الناس بأيام العرب وأخبارها وأشعارها وأنسابها ولغاتها، وهو الذي جمع السبع الطوال فيما ذكره أبو جعفر النحاس، وكانت ملوك بني أمية تقدمه وتؤثره وتستزيره، فيفد عليهم وينال منهم ويسألونه عن أيام العرب وعلومها.

وقال له الوليد بن يزيد الأموي يوماً (٣) وقد حضر مجلسه: بم استحققت هذا الاسم فقيل لك الراوية فقال: بأني أروي لكل شاعر تعرفه يا أمير المؤمنين أو سمعت به، ثم أروي لأكثر منهم ممن تعترف أنك لا تعرفه ولا سمعت به، ثم لا ينشدني أحد شعراً قديماً ومحدثاً إلا ميزت القديم من المحدث، فقال له: فكم مقدار ما تحفظ من الشعر فقال: كثير، ولكني أنشدك على كل حرف من حروف المعجم مائة قصيدة كبيرة سوى المقطعات من شعراء الجاهلية دون شعراء الإسلام، قال: سأمتحنك في هذا، وأمره بالإنشاد، فأنشد حتى ضجر الوليد، ثم وكل به من استحلفه أن يصدقه عنه ويستوفي عليه، فأنشده ألفين وتسعمائة قصيدة للجاهلية، وأخبر الوليد بذلك، فأمر له بمائة ألف درهم.


(١) ترجمة حماد الراوية في الأغاني ٦: ٦٧ وتهذيب ابن عساكر ٤: ٤٢٧ ولسان الميزان ٢: ٣٥٢ وخزانة البغدادي ٤: ١٢٩ ونزهة الألباء: ٢٣.
(٢) انظر المعارف: ٣٣٣، ٥٤١ والشعر والشعراء: ٢٠٦.
(٣) م: قال له عبد الملك: لأي شيء سميت بالرواية فقال: أروي لكل شاعر قديم أو محدث ... الخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>