للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحب بني العوام من أجل حبها ... ومن أجلها أحببت أخوالها كلبا (١) وهي طويلة، ولها قصة مع عبد الملك بن مروان أضربنا عن ذكرها لشهرتها.

وكان له أخر يسمى عبد الله، فجاءه يوماً وقال: إن الوليد بن عبد الملك يعبث بي ويحتقرني، فدخل خالد على عبد الملك والوليد عنده، فقال: يا أمير المؤمنين، الوليد ابن أمير المؤمنين قد احتقر ابن عمه عبد الله واستصغره، وعبد الملك مطرق فرفع رأسه وقال: " إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون " النمل. فقال خالد:: " وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً " الاسراء: " قال: عبد الملك: أفي عبد الله تكلمني والله لقد دخل علي فما أقام لسانه لحناً، فقال خالد: أفعلى الوليد تعول فقال عبد الملك: إن كان الوليد يلحن فإن أخاه سليمان، فقال خالد: وإن كان عبد الله يلحن فإن أخاه خالد، فقال له الوليد: اسكت يا خالد، فو الله ما تعد في العير ولا في النفير، فقال خالد: اسمع يا أمير المؤمنين، ثم أقبل على الوليد فقال: ويحك! ومن العير والنفير غيري جدي أبو سفيان صاحب العير، وجدي عتبة بن ربيعة صاحب النفير، ولكن لو قلت: غنيمات وحبيلات والطائف ورحم الله عثمان، لقلنا صدقت.

وهذا الموضع يحتاج إلى تفسير، فقوله " العير " فهي عير قريش التي أقبل بها أبو سفيان من الشام، فخرج إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة ليغنموها، فبلغ الخبر أهل مكة فخرجوا ليدفعوا عن العير، وكان مقدم القوم


(١) زاد في د بعد هذا البيت:
فإن تسلمي نسلم وإن تنتصري ... يخط رجال بين أعينهم صلبا وذكر هذا البيت الأخير لعبد الملك فقال خالد: يا أمير المؤمنين على قائله لعنة الله. اهـ (ثم أورد الحكاية التالية بصورة أخرى وفيها: إن عبد الله قال لأخيه خالد: هممت اليوم أن أفتك بالوليد بن عبد الملك، فقال له خالد: بئس ما هممت به في أمير المؤمنين وولي عهد المسلمين، فقال عبد الله: إن خيلي مرت فتعبث بها وأصغرني، فقال له خالد: أنا أكفيكه، ودخل على عبد الملك ... الخ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>