للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغوث بن نبث بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان (١) ، قال ابن ماكولا: يقال القسري والقصري.

كان أمير العراقين من جهة هشام بن عبد الملك الأموي، ولي مكة سنة تسع وثمانين للهجرة، وأمه نصراينه، وكان لجده يزيد صحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان خالد معدوداً من جملة (٢) خطباء العرب المشهورين بالفصاحة والبلاغة (٣) ، وكان جواداً كثير العطاء، دخل عليه شاعر يوم جلوسه للشعراء وقد مدحه ببيتين، فلما رأى اتساع الشعراء في القول استصغر ما قال، فسكت حتى انصرفوا، فقال له خالد: ما حاجتك فقال: مدحت الأمير ببيتين، فلما سمعت قول الشعراء احتقرت بيتي، فقال: ما هما فأنشده (٤) :

تبرعت لي بالجود حتى نعشتني ... وأعطيتني حتى حسبتك تلعب

فأنت الندى وابن الندى وأبو الندى ... حليف الندى ما للندى عنك مذهب فقال: ما حاجتك فقال: علي دين، فأمر بقضائه وأعطاه مثله.

[وحكى عبد الملك بن قريب الأصمعي قال: دخل أعرابي على خالد القسري فقال: قد امتدحتك ببيتين ولست أنشدكما إلا بعشرة آلاف درهم وخادم، قال: قل، فأنشأ يقول:

لزمت " نعم " حتى كأنك لم تكن ... سمعت من الأشياء شيئاً سوى نعم

وأنكرت " لا " حتى كأنك لم تكن ... سمعت بها في سالف الدهر والأمم فقال: أعطه يا غلام عشرة آلاف درهم وخادماً، فتسلمها؛ ودخل عليه


(١) ذكره ... قحطان: سقط من س م. والنسب وارد في الأغاني؛ وسقط من الأغاني " أقصى " وزيد " لحيان " بعد عمرو؛ وزيد " القرز " أو " الفرز " بعد الغوث.
(٢) جملة: ثبتت في المسودة ونسخة ص.
(٣) هكذا يقول المؤلف، وصاحب الأغاني يزعم أن خالداً كان لحنة (٥: ٣١) .
(٤) م: فقال له وقد تقوض المجلس: من أنت قال شاعر مدحتك ببيتين استقللتهما في جنب ما قيل فيك، فاستنشده فأنشده؛ وفي أج: استصغرت بيتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>