للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بمدينة القاهرة كان السلطان صلاح الدين بالشام، وكان الثاني عشر من أولاده، فكتب إليه القاضي الفاضل رسالة يبشره بولادته ومن جملتها (١) : " وهذا الولد المبارك هو الموفي لاثني عشر ولداً، بل لاثني عشر نجماً متقداً، فقد زاد الله تعالى في أنجمه عن أنجم يوسف عليه السلام نجماً، ورآهم المولى يقظة ورأى [يوسف] تلك الأنجم حلماً، ورآهم يوسف (٢) ساجدين له ورأينا الخلق لهم سجوداً، وهو تعالى قادر أن يزيد جدود المولى إلى أن يراهم آباء وجدوداً "، وقد ألم القاضي الفاضل في آخر هذا الكلام بقول البحتري في مدح الخليفة المتوكل وقد ولد له المعتز من جملة قصيدة (٣) :

وبقيت حتى تستضيء برأيه ... وترى الكهول الشيب من أولاده وحكى عنه جماعة أنه كان يقول: من أراد أن يبصر صلاح الدين فليبصرني (٤) ، فأنا أشبه أولاده به.

وكانت ولادته لسبع بقين من ذي الحجة، وقيل ذي القعدة، سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، وهو شقيق الملك الظاهر - الآتي ذكره في حرف الغين المعجمة إن شاء الله تعالى -. وتوفي في البيرة في ليلة التاسع من صفر سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، وكنت بحلب وقد وصل نعيه إليها، فتوجه الملك العزيز ابن الملك الظاهر أخيه إلى القلعة المذكورة وملكها، رحمه الله تعالى.

والبيرة - بكسر الباء الموحدة وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح الراء وبعدها هاء ساكنة - وهي قلعة بقرب سميساط من ثغور الروم على الفرات من جانب الجزيرة الفراتية؛ وسميساط في بر الشام بين قلعة الروم وملطية، والفرات يفصل بين الجهتين.


(١) أورد القلقشندي هذه الرسالة في صبح الأعشى ٧: ٩٠.
(٢) في س ص ر والمسودة: المولى؛ وسقطت اللفظة من م.
(٣) ديوان البحتري ٢: ٧٠٤.
(٤) هـ: ينظر ... فلينظرني.

<<  <  ج: ص:  >  >>