للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتمنيت أن أرا ... ك فلما رأيتكا

غلبت دهشة السرو ... ر (١) فلم املك البكا [حدث أحمد بن منصور بن نصر قال: جاء الشبلي يوماً إلى أبي بكر ابن مجاهد فلم يجده في مسجده فسأل عنه فقيل: هو عند علي بن المجوسي، فلما دخل وقعدنا قال له أبو بكر ابن مجاهد: يا أبا بكر، أخبرت أنك تحرق الثياب والخبز والأطعمة وما ينتفع الناس فيه، أين هذا من العلم والشرع فقال له: يقول الله: " فطفق مسحاً بالسوق والأعناق ص. أين هذا من العلم فسكت أبو بكر ابن مجاهد، فقال: كأني ما قرأتها قط. وقيل إنهم عابثوه في مثله فقرأ. " إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم. الأنبياء. هذه الأطعمة والشهوات حقيقة الخلق ومعبودهم أبرأ منه وأحرقه؛ ومن أناشيده:

ودادكم هجر وحبكم قلى ... ووصلكم سلم وسلمكم حرب وحكي عن بعض المعترفين (٢) أنه أنس إلى طريقة التصوف واستشرف [وشاور أبا بكر فرده عما أراده] (٣) وحذره التعرض له، وعطفته الخواطر عليه فمال إلى قرين من هذه الطائفة فعلق بهم واتصل بجملتهم، ثم صحب جماعة منهم متوجهاً إلى الحج، فعجز في بعض الطريق من مسايرتهم وقصر عن اللحاق فمضوا وتخلف عنهم، فاستند إلى بعض الرمال إرادة الاستراحة من الإعياء، فمر به الشيخ المذكور فقال مخاطباً له:

إن الذين بخير كنت أذكرهم ... قضوا عليك وعنهم كنت أنهاكا فقال له الفتى: ما أصنع الآن فقال له:

لا تطلبن حياة غير حبهم ... فليس يحييك إلا من توفاكا


(١) هـ: اللقاء.
(٢) د: المسرفين.
(٣) زيادة من د وموضعها بياض في ر.

<<  <  ج: ص:  >  >>