للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أعددت لهذا المكان (١) وأشار إلى القبر، فقال: ابنة عم أمير المؤمنين، فضحك المنصور حتى استلقى، ثم قال له: ويحك، فضحتنا بين الناس.

وامر المهدي أبا دلامة بالخروج نحو عبد الله بن علي، فقال أبو دلامة: أنشدك الله يا أمير المؤمنين أن لا تحضرني شيئاً من عساكرك فإني شهدت تسعة عساكر انهزمت كلها، وأخاف أن يكون عسكرك العاشر، فضحك منه وأعفاه.

قال أبو العيناء: بلغنا عن أبي دلامة أنه دخل على المهدي فأنشده قصيدة، فقال له: سلني حاجتك، فقال: يا أمير المؤمنين، هب لي كلباً، فغضب، وقال: أقول لك سلني حاجتك، فتقول: هب لي كلباً فقال: يا أمير المؤمنين، الحاجة لي أم لك قال بل لك، قال: فإني أسألك أن تهب لي كلب صيد، فأمر له بكلب، فقال: يا أمير المؤمنين، هبني خرجت إلى الصيد أفأعدو على رجلي فأمر له بدابة، فقال: يا أمير المؤمنين، من يقوم عليها فأمر به بغلام، فقال: يا أمير المؤمنين، هبني صدت صيداً وأتيت به المنزل فمن يطبخه فأمر له بجارية، فقال: يا أمير المؤمنين، هؤلاء يبيتون في البادية فأمر له بدار، فقال: يا أمير المؤمنين، قد صيرت في عنقي كفاء من عيال، جريب غامراً، قال: أما العامر فقد عرفت، فما الغامر قال: الخراب الذي لا شيء فيه، قال: أنا أقطع أمير المؤمنين مائة ألف جريب بالبدو، ولكني أسأل أمير المؤمنين من ألف جريب جريباً واحداً عامراً، قال: من أين قال: من بيت المال، فقال المهدي: حولوا المال وأعطوه جريباً، قال: يا أمير المؤمنين، إذا حول منه المال صار غامراً، فضحك منه، قال: فهل بقيت لك حاجة قال: نعم، تأذن لي أن أقبل يدك، فقال: ما لك إلى ذلك سبيل، قال: والله ما رددتني عن حاجة أهون علي فقداً منها.

واتفق أن أبا دلامة تأخر عن الحضور بباب أبي جعفر أياماً ثم حضر، فأمر


(١) ج: لهذه الحفرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>