للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حاجة، وما هي قال: حتى تقول قضيتها مع الإمكان، قال: قد قضيتها مع الإمكان، قال: أخرج لي لسانك الذي حدثت به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبله، قال: فأخرج له لسانه فقبله.

[وكان لأبي داود كم واسع وكم ضيق، فقيل له: يرحمك الله ما هذا فقال: الواسع للكتب والآخر لا نحتاج إليه. وكان يقول: الشهوة الخفية حب الرياسة. وكان في أيام حداثته وطلب الحديث جلس في مجلس بعض الرواة يكتب، فدنا رجل إلى محبرته وقال له: أستمد من هذه المحبرة فالتفت إليه وقال: أما علمت أن من شرع في مال أخيه بالاستئذان فقد استوجب بالحشمة الحرمان فسمي ذلك اليوم حكيماً] (١) .

وكانت ولادته في سنة اثنتين ومائتين، وقدم بغداد مراراً ثم نزل إلى البصرة وسكنها، وتوفي بها يوم الجمعة منتصف شوال سنة خمس وسبعين ومائتين، رحمه الله تعالى.

(٤٨) وكان ولده أبو بكر عبد الله بن أبي داود سليمان (٢) من أكابر الحفاظ ببغداد، عالماً متفقاً عليه، إمام ابن إمام، وله كتاب " المصابيح " وشارك أباه في شيوخه بمصر والشام، وسمع ببغداد وخراسان وأصبهان وسجستان وشيراز. وتوفي في سنة ست عشرة وثلثمائة، واحتج به ممن صنف الصحيح أبو علي الحافظ النيسابوري وابن حمزة الأصبهاني.

والسجستاني: بكسر السين المهملة والجيم وسكون السين الثانية وفتح التاء المثناة من فوقها وبعد الألف نون، هذه النسبة إلى سجستان، الإقليم المشهور، وقيل بل نسبته إلى سجستان أو سجستانة، قرية من قرى البصرة، والله أعلم بذلك.


(١) زيادة بعضها عن ص وجميعها عن د.
(٢) ترجمة عبد الله بن أبي داود في تاريخ بغداد ٩: ٤٦٤ وميزان الاعتدال ٢: ٤٣٣ ويروون أن أباه قال فيه: " بني عبد الله كذاب "؛ قال ابن عدي: " وأما كلام أبيه فيه فما أدري أيش تبين له منه. والأكثرون مجمعون على توثيقه ". قال صالح بن أحمد الحافظ: أبو بكر ابن أبي داود إمام العراق، كان في وقته ببغداد مشايخ أسند منه ولم يبلغوا في الآلة والاتقان ما بلغ.

<<  <  ج: ص:  >  >>