للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال النضر بن شميل: ما رأيت أرحم بمسكين من شعبة؛ كان إذا رأى المسكين لا يزال ينظر إليه حتى يعطى. وكان يقول: والله لأنا في الشعر اسلم مني في الحديث، ولو أردت الله لما خرجت إليكم، ولو أردتم الله ما حييتموني، ولكنا نحب المدح ونكره الذم.

ركب شعبة يوماً حماره فلقيه سليمان بن المغيرة فشكا إليه الفقر والحاجة، فقال: والله ما أملك غير هذا الحمار، ثم نزل عنه ودفعه إليه فابتيع بستة عشر درهماً.

توفي بالبصرة سنة ستين ومائة وهو ابن خمس وسبعين سنة (١) ، رحمه الله تعالى.

٢٩٣ - (٢)

[شعيب بن حرب]

أبو صالح شعيب بن حرب المدائني، وهو من أبناء خراسان، سمع شعبة وسفيان الثوري وزهير بن معاوية وغيرهم، روى عنه موسى بن داود الضبي ويحيى بن أيوب المقابري وأحمد بن حنبل وغيرهم. وكان أحد المذكورين بالعبادة والصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

قال شعيب بن حرب: بينا أنا في طريق مكة إذ رأيت هارون الرشيد، فقلت لنفسي: قد وجب عليك الأمر والنهي، فقالت لي: لا تفعل فإن هذا رجل جبار ومتى أمرته ضرب عنقك، فقلت لنفسي: لابد من ذلك. فلما دنا مني صحت: يا هارون قد أتعبت الأمة وأتعبت البهائم، فقال: خذوه، ثم أدخلت عليه وهو على كرسي بيده عمود يلعب به فقال: ممن الرجل


(١) تاريخ بغداد: وهو ابن سبع وسبعين.
(٢) انظر ترجمته في تهذيب التهذيب ٤: ٣٥٠ وتاريخ بغداد ٩: ٢٣٩ وعبر الذهبي ١: ٣٢٣ والعقد الثمين ٥: ١١، وقد انفردت بهذه الترجمة النسخة ص، والنص متابه لما عند الخطيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>