للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قلت: من أفناء الناس، فقال: ممن ثكلتك أمك! قلت: من الأبناء. قال: ما حملك على أن تدعوني باسمي قال شعيب: فورد على قلبي كلمة ما خطرت لي قط على بال، فقلت له: أنا أدعو الله باسمه فأقول يا الله يا رحمن، لا أدعوك باسمك وما ينكر من دعائي باسمك وقد رأيت الله تعالى سمى في كتابه أحب الخلق إليه محمداً وكنى أبغض الخلق إليه أبا لهب، فقال: (تبت يدا أبي لهب) . فقال: أخرجوه، فأخرجت.

وكان يقول: من أراد الدنيا فليتهيأ للذل. وأراد أن يتزوج امرأة، فقال لها: أنا سيء الخلق، قالت: أسوأ منك خلقاً من أحوجك أن تكون سيء الخلق، فقال لها: أنت إذاً امرأتي.

قال سري السقطي رحمه الله تعالى: أربعة كانوا في الدنيا أعملوا أنفسهم في طلب الحلال، فلم يدخلوا أجوافهم إلا الحلال، فقيل له: من هم قال: وهيب بن الورد وشعيب بن حرب ويوسف بن أسباط وسليمان الخواص.

قال شعيب: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فجئت، فقال: أوسعوا له فإنه حافظ لكتاب الله عز وجل. وقال شعيب: أكلت في عشرة أيام أكلة وشربت شربة. وكان ثقة مأموناً، مات بمكة سنة تسع وتسعين ومائة، رحمه الله تعالى.

٢٩٤ - (١)

[أشعب الطامع]

واسمه شعيب واسم أبيه جبير؛ قال الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي في " المنتظم ": ولد أشعب سنة تسع من الهجرة، وكان أشعب خال الأصمعي،


(١) ترجمة أشعب في تهذيب ابن عساكر ٣: ٧٥ وميزان الاعتدال ١: ٢٥٨ وتاريخ بغداد ٧: ٣٧ والفوات ١: ٣٧ والمحاسن والمساوئ: ٥٩٧ والأغاني ١٩: ٦٩ وأخبار الظرفاء: ٣١ وثمار القلوب: ١٥٠، وهذه الترجمة انفردت بها ص، ووردت في طبعة وستنفيلد مع اختلاف في الترتيب وعدد النوادر.

<<  <  ج: ص:  >  >>