للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان عالماً باللغة حافظاً لها، وله كتب انفرد بها، وكان جليلاً في الحديث والأخبار، وله كتاب في السير عجيب وكتاب " الأبنية "، وكتاب العروض، ومختصر في النحو (١) ، وكتاب " غريب سيبويه ". وذكره الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في " تاريخ أصبهان " (٢) . وكانت وفاته سنة خمس وعشرين ومائتين، رحمه الله تعالى.

والجرمي - بفتح الجيم وسكون الراء وبعدها ميم - هذه النسبة إلى عدة قبائل كل واحدة يقال لها جرم، ولا أعلم إلى أيها ينسب أبو عمر المذكور، ولم يكن منهم وإنما نزل فيهم فنسب غليهم، ثم وجدت في كتاب " الفهرست " (٣) ، تأليف أبي الفرج محمد بن إسحاق المعروف بابن أبي يعقوب الوراق النديم البغدادي أن أبا عمر المذكور مولى جرم بن ربان، وفي كتاب السمعاني أن ربان بالراء والباء الموحدة المشددة، وهو ربان بن عمران بن الحاف بن قضاعة القبيلة المشهورة، وقيل إنه مولى بجيلة أيضاً. وفي بجيلة جرم بن علقمة بن أنمار، والله اعلم بالصواب (٤) .

وما أحسن قول زياد الأعجم في هجو جرم (٥) :

تكلفني سويق الكرم جرم ... وما جرم وما ذاك السويق

وما شربته جرم وهو حل ... ولا غالت به مذ كان سوق

فلما أنزل التحريم فيها ... إذا الجرمي منها لا يفيق وكنى بالسويق عن الخمر، وفي ذلك كلام يطول شرحه فأضربت عنه،


(١) ومختصر في النحو: سقط من ص.
(٢) انظر تاريخ أصبهان ١: ٣٤٦.
(٣) الفهرست: ٥٧.
(٤) ثم وجدت ... بالصواب: سقط من س.
(٥) زياد الأعجم: من شعراء العصر الأموي كانت به لكنة ولذلك سمي الأعجم، وقيل سمي الأعجم لكثرة لحنه بسبب سكناه بفارس إذ كان ينزل إصطخر. وأبياته في الشعر والشعراء: ٣٤٥ وانظر الأغاني ١٤: ٩٨ ومعجم الأدباء ٤: ٢٢١ والمؤتلف: ١٣١ والخزانة ٤: ١٩٢ والشعر والشعراء: ٣٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>